منبر العراق الحر :
هي فقط من كانت تراقبه و تتبعه و هو يتنقل من غصن لغصن و هو يلتقط حبات التوت و يطير سعيد بها ..كانت الغزالة تتابعه و تقلده في وثباته و خفته و سعادته عندما يحصل على قوت يومه..حتى كان اليوم الذي ظل يبحث فيه عن شيء مفقود ..ظل هائما بين الاغصان و تخادعه الطيور الاخرى لكنه تعمد الصمت حتى فجائته معشوقته في عش رفيق له ..فضلته عليه و تركته و قصر العشق وحيدان ..غارت على انغامه الحزن و راح يشدو و يشدو حتى سقط قتيلا عند اقدام الغزالة ..اقتربت منه ثم همست في اذنه رددت انشودته و في نفسها حسرة على حبها الممنوع .. ستظل هي سجينة الارض و يبقى هو حرية السماء.
ايقنت ان حياتها لا داع لها فقررت ان تهبها له ….
و استفاق العصفور ، تنفس بقوة ، نفض كل التراب عن ريشه ، لم ينتبه للغزاله الراقدة تحته، و طار عاليا و لحق بسرب رفاقه و عاد يشدو و يغازل الخائنة …
و كلما صعد للسماء و ارتفع عن اغصان الشجر ، تمكنت الغزالة من حريتها فلم يعد حبها مستحيل.
تمت
عبير المعداوي