منبر العراق الحر :
الأوقات كلها لشجرة الآس
غير مناسبة للحب
رددت عبارتها ومضت
لاعداد الشاي
يمر الوقت برتابة
صباحا تفتح
المذياع
ظهراً تحرر عصفورها
ليحط على كتفها طالباً
حنطته
وبيدٍ باردة على الدوام
تختار قلماً أحمراً للشفاه
يعينها على رسم كل ما في
سجع الكهان من
ابتسامات
لا معنى لها
لا ذكريات ثمينة عندها
مسحت ماضيها بقفاز من الصوف
الناعم
وكأن الماضي ذرات غبار
تعد بعض الطعام
تبتسم لنفسها في المرآة
لا انعكاس آخر لملامح
اخرى
والهدوء يكمم ممرات متاهة
انفرادها
بيتها المحكم الشبابيك
والابواب
يتمنى بعوضة
امرأة الخطوط المستقيمة
التي
بعثرت ايامها
بحثاً عن جادات
الصواب
احلامها كثيرا ما لم تأتِ على
قياس خصر
الواقع
تنكّرت ولكن الحزن كان بارعاً
منذ التقاها اول
مرة
عندما أخذت الحرب
حبيبها
فأصبح يستدل عليها
ببساطة
ويلقي تحيته
وذات صدفة كرّر الحب
زيارتها
فأشاحت بقلبها
ذلك الزائر الغريب الذي
فتحت له باصابعها
الخائفة
جائعة تتمنى كسرة خبز
من يد شريك
مازال فيها بقايا من صولٍ
لم تؤثر فيه الوحدة
فتمنت ان تشدو
به
تلك التي توهمت طعم
السكر
طيلة عمرها
وحين انقض الحب وحشياً
هذه المرة
رددت : لم يكن
أعتباطاً
أن يجمع حرف الحاء بين الحب
والحمى
لأكن محمومة لبعض
الوقت
سارت بخطوت رتيبة واطلقت
عصفورها
وصوت صرير النافذة الصدئة
المزلاج
يكسر الصمت .