من يقتل نفسه ليكتشف….د. قيس جرجس

منبر العراق الحر :

خيار أعمى وشديد الغرابة وشيّق جدا ومغري كثيرا
من يقتل نفسه
ليكتشف
أين يقيم أولئك المبدعون في كل الفنون والعلوم
الذين رحلوا عن الأرض
الذين قالوا كلاما موازيا لكلام الآلهة والأنبياء
الذين سلكوا دوربا محرّمة
الذين تخطوا الحياة والموت معا
الذين فازوا بحرياتهم في امتلاك المعرفة في معركة التحدي مع المجهول
الذين فازوا بسلطة الإبداع التي تحكم العالم بعد رحيلهم…
*
أسطح اللحظات الواثقة معك
تحت شمس لا تغيب
تستحيل ذكريات رطبة
في قطرميز الغياب
تتخمر
تحت لساني سكر حريق
الصيف يقيم على السقيفة
والشتاء مر دافئا في قلبي…
*
الخاطرة التي طرأت على ذهني مساء أمس
التي قرعت الباب وانتظرتني كي أفتح لها
لم أجدها اليوم
لا أعرف من سرقها
لا أعرف إن قرعتْ باباً آخر
لا أعرف إذا ستعود
لا أعرف أين هي
ولا أعرف من اسأل عنها
وللأسف لا يوجد بدل عن ضائع
ولم يبق لي إلا هذا الخذلان ناقوسا يدق ككعب فارغ في فنجان…
*
صديقي الشاعر تحية مشفّرة وبعد
صديقي الفنان تحية ملحّنة وبعد
صديقي الرسام تحية ملوّنة وبعد
صديقي السياسي تحية مغبّرة وبعد
صديقي العقائدي تحية منظّمة وبعد
صديقي الفلاح تحية معطّرة وبعد
صديقي المسيحي تحية مسمّرة بالمسامير وبعد
صديقي المسلم تحية مختومة وبعد
صديقي المشرك تحية كافرة وبعد
صديقي الشيوعي تحية أممية وبعد
صديقي السوري القومي تحية سورية وبعد
صديقي البعثي تحية عربية وبعد
صديقتي التي أخطط لأعشقها
لك كل التحايا يا بستان الخطايا
وتحية “خمسمية محروقة” لعازف البزق النوري “نجاح” في بلاد التحيات في البدايات ووخيمة النهايات…
==

اترك رد