منبر العراق الحر :
تتجه الأنظار في 14 مايو/ أيار 2023 إلى تركيا، التي تشهد انتخابات رئاسية وبرلمانية هي الثانية بعد تعديل الدستور من برلماني إلى رئاسي، إذ يتنافس فيها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، مرشح “تحالف الجمهور”، مع 3 منافسين آخرين هم: مرشح “تحالف الأمة”، كمال كليجدار أوغلو، ومرشح تحالف الأجداد، سنان أوغان، وزعيم حزب البلد، محرم إنجه.
لمن ستذهب أصوات الأتراك في الخارج؟
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنَّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ومنافسه الرئيسي، كمال كليجدار أوغلو، متقاربان للغاية بالفعل. فيشير متوسط 7 استطلاعات رأي أُجريَت في أبريل/ نيسان الجاري، إلى أنَّ كليجدار أوغلو قد يحصل على 50.3% في جولة الإعادة، في حين يحصل أردوغان على نحو 49.7%، كما يقول تقرير لموقعMiddle East Eye البريطاني.
وتعتبر هذه الانتخابات من وجهة نظر محللين هي الأهم في تاريخ تركيا الحديثة، نظراً لارتباطها بالعديد من الملفات السياسية والاقتصادية وأيضاً العسكرية.
قبل عام 2017 كان النظام السياسي المعمول به في البلاد هو النظام البرلماني مع بعض الصلاحيات للرئيس، لكن عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في يوليو/ تموز 2016 طالب الرئيس أردوغان بالاستفتاء على تعديل الدستور في البلاد والتحول إلى النظام الرئاسي، والذي حدث بالفعل في أبريل/ نيسان 2017.
*منافسة شرسة بين رجب طيب أردوغان وكمال كليجدار أوغلو
وأبرز الشخصيات التي أعلنت ترشحها هو الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح الطاولة السداسية زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو.
ويواجه الرئيس المخضرم مرشحاً يدعمه تحالف المعارضة التركية، المكون من تحالف يضم 6 أحزاب، وهو كمال كليجدار أوغلو (74 عاماً)، وهو رئيس ثاني أكبر حزب في البلاد، ويسعى للإطاحة بأردوغان، الذي حكم البلاد لمدة عقدين من الزمان.
ونشر أوغلو عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل “تويتر” مؤخراً، تسجيلا مصورا من 3 دقائق، أقرّ فيه بهويّته الدينية، بقوله: “أنا علوي”، في خطوة اعتُبِرت على أنها كسر لأحد أبرز “المحرّمات السياسية” السائدة في البلاد، منذ سنوات.
ورغم أن كليجدار أوغلو وهو المرشح الرئاسي الذي سينافس الرئيس رجب طيب أردوغان اعتاد منذ أشهر على الظهور من خلال حسابه في “تويتر”، إلا أن “رسالة أنا علوي” كان لها الكثير من الأصداء، سواء في الضفة المعارضة أو ضمن أوساط الحزب الحاكم.
وأضاف: “أنا مسلم مخلص نشأ على عقيدة حق محمد وعلي. هويتنا هي كياننا الذي يجعلنا ما نحن عليه وبالطبع علينا المطالبة بها بكرامة”.
كما دعا في التسجيل المصور الناخبين لأول مرة إلى تنحية خلافاتهم جانبا و”إخراج البلاد من الجدل الطائفي الضار”. مضيفا: “لن نتحدث عن الهويات بعد الآن. هل ستُخبر المؤسسة التي ترفض الاعتراف بعلوي؟ أي علوي أمين وأخلاقي ومحترم يمكن أن يكون رئيسا؟”.
وبعد يوم من رسالته، تمت مشاهدة منشور كليجدار أوغلو على موقع التواصل “تويتر” أكثر من 56 مليون مرة في أقل من 24 ساعة.
فيما أثار التسجيل الكثير من التعليقات وردود الفعل، من جانب سياسيين في الحزب الحاكم وآخرين معارضين.
* أردوغان وكليجدار أوغلو يواصلان حشد الأتراك
وجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه الأبرز كمال كليجدار أوغلو حشودا ضخمة يوم الأحد الماضي في تركيا، وذلك قبل أيام من انتخابات رئاسية وتشريعية يُتوقع أن تشهد منافسة محتدمة.
وقال أردوغان أمام مؤيديه في أحد متنزهات أنقرة “هل أنتم مستعدون لـ14 مايو/ أيار؟ هل أنتم مستعدون لجعل أقلام الاقتراع تفيض (بالمقترعين)؟”.
وفي تصريحات أدلى بها خلال الفعالية الانتخابية التي أُقيمت في “حديقة الشعب”، تطرّق أردوغان إلى الخدمات التي قدّمتها حكومته وبلديات حزبه للعاصمة خلال السنوات الـ21 الماضية. وأكد أن أنقرة باتت عاصمة للصناعات الدفاعية أيضا بفضل الاستثمارات التي قامت بها حكوماته خلال السنوات الماضية.
كما شدد على أن أنقرة ستتحوّل إلى مركز لخطوط القطارات السريعة بفعل الخطوط التي تملكها وعقب استكمال المشاريع الحالية أيضا. وطالب أردوغان أنصار حزبه “العدالة والتنمية” بتكثيف فعالياتهم الانتخابية، منتقدا “تقاعس” بلديات المعارضة في كل من أنقرة وأسطنبول وإزمير، كبرى المدن التركية، عن تقديم الخدمات الأساسية لسكان تلك المدن، رغم إدارتها لها منذ قرابة 4 أعوام.
ودعا الرئيس الذي استأنف حملته الانتخابية ونشاطه العام بعد وعكة صحية ألمّت به مؤخراً، دعا مناصريه إلى حضّ مواطنيهم ممن لم يحسموا خيارهم بعد على التصويت لصالحه. وشدد على أن “أمّتنا، إن شاء الله، ستُخرجهم من الحياة السياسية”، في إشارة إلى الائتلاف المعارض.
معارضة موحّدة
من جهته، شدد كليجدار أوغلو بمهرجان في إزمير (غرب)، ثالث كبرى مدن البلاد والتي تُعد معقلا للمعارضة، على أن “تركيا ستستعيد النور” على حدّ قوله. وأضاف “هذه الانتخابات هي انتخابات لإعادة بناء ديمقراطيتنا (..) سنُعيد السلام إلى هذا البلد، سأُعيد الأخوّة إلى هذا البلد”.
*محرم إنجة يضع شرطاً لمغادرة السباق الرئاسي
أعلن رئيس حزب “البلد” المعارض والمرشح الرئاسي للانتخابات التركية، محرم إنجة، أنه مستعد للانسحاب من السباق الرئاسي ودعم تحالف الأمة المعارض المعروف بـ”الطاولة السداسية”، بشرط إقصاء كل من أحمد داود أوغلو وعلي بابا جان، الاسمين البارزين على الطاولة.
تصريحات إنجة جاءت خلال لقاء تلفزيوني على قناة sözcü المحلية، مساء أمس الأربعاء 3 مايو/ أيار 2023، وكشف فيها عن شرطه الوحيد لدعم التحالف المذكور، مشيراً إلى أنه لا يريد مقابل ذلك أن يمنحه التحالف منصب نائب الرئيس.
وقال إنجة: “ليغادر بابا جان وداود أوغلو التحالف وسأُعلن دعمي في ذلك الوقت. ولا أُريد منصب نائب الرئيس (..) هل يوجد عرض أفضل من هذا؟ وليكن 3 نواب للرئيس بدلاً من 7، أكشنار وإمام أوغلو ومنصور وياواش، أما أنا فسأقوم بالواجب”.
يُشار إلى أن أحمد داود أوغلو يترأس حزب المستقبل الذي أسّسه أواخر 2019، وعلي بابا جان يقود حزب الديمقراطية والتقدّم الذي أسّسه مطلع 2020، وكلا الحزبين على الطاولة السداسية، وكلاهما اضطلعا بمناصب عُليا في السياسة الخارجية والاقتصاد قبل مغادرتهما حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وفي 6 مارس/ آذار الماضي، أعلنت الطاولة السداسية أن رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، مرشحها الرئاسي للانتخابات التي ستجري في 14 مايو/ أيار الحالي.
وأعلنت الطاولة أن رؤساء الأحزاب الخمسة على الطاولة سيتولَّون منصب نائب الرئيس، بجانب رئيسي بلدية أنقرة منصور ياواش، وأسطنبول أكرم إمام أوغلو.
أما محرم إنجة فهو رئيس حزب “البلد” ومرشحه للانتخابات الرئاسية، وهو اسم بارز سابق في حزب الشعب قبل أن يغادره في 2021 إثر خلافات حادّة مع رئيسه كليجدار أوغلو.
وترشح إنجة في 2018 للانتخابات الرئاسية عن حزب الشعب الجمهوري، وحصل على 30% أمام الرئيس رجب طيب أردوغان الذي كسب الانتخابات بنسبة 52.6%.
تنبع أهمية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الثامنة والعشرين في تركيا من أنها تأتي بعد مرور 100 عام على تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك، حيث تدخل الجمهورية قرناً جديداً بوعود كبيرة من قِبَل الرئيس أردوغان.
ولاشك أن هذه الانتخابات لها تأثير مباشر على صياغة الحسابات الجيوسياسية وتوازنات المنطقة في ظل الصراع الدائر بين الأقطاب الشرقية والغربية. ويقول ضياء ميرال، الباحث في معهد خدمات رويال لدراسات الدفاع والأمن، لصحيفة واشنطن بوست: “ما يحدث في تركيا لن يبقى في تركيا فقط، تركيا قد تكون قوة متوسطة، لكن القوى الكبرى ستتأثر بنتائج الانتخابات في أنقرة“.
ولا شك أن الدور والتأثير التركي في الشؤون الدولية يمثل شهادة على تحركات أردوغان خلال عقدين من وجوده على رأس السلطة في البلاد، ورغم ذلك، فإن سعي المعارضة التركية للإطاحة بالرئيس يجد صدى متعاطفا خارج تركيا أيضاً.
فما سيقرّره الناخبون الأتراك، خلال مايو/ أيار، لن يتعلق فقط بمن سيحكم البلاد، لكن بكيفية الحكم أيضاً، والمسار الاقتصادي الذي ستسلكه تركيا، ودورها في تخفيف حدة الصراعات العالمية والإقليمية، مثل الحرب في أوكرانيا، والاضطرابات في الشرق الأوسط وإفريقيا.
*ما تريد معرفته عن الانتخابات الرئاسية التركية
زادت صلاحيات الرئيس، فيما اختفى منصب رئيس الوزراء من الهيكل السياسي في البلاد، فما هي صلاحيات الرئيس إذاً؟ ومَن مِن حقه الترشح لهذه الانتخابات؟
طبقاً للدستور التركي، فإن المواد الدستورية أرقام 8 و101 و103 و104 و105 و106 في دستور البلاد حدّدت صلاحيات الرئيس والشروط الواجب توافرها في الشخص الذي يستطيع الترشح لهذه الانتخابات.
وهذه هي البنود:
*يحق للمواطن التركي الذي أكمل دراسته الجامعية وأتمّ عامه الأربعين وتتوفر فيه شروط الترشح للبرلمان أن يترشح لرئاسة الجمهورية ويتم انتخابه مباشرة من قِبَل الشعب.
*مدة ولاية رئيس الجمهورية 5 سنوات، ويُسمح بانتخاب الشخص نفسه لولايتين على الأكثر.
*يمكن ترشيح رئيس الجمهورية من قِبل الكتل النيابية للأحزاب السياسية أو الأحزاب السياسية التي حصلت على خمسة بالمئة على الأقل من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بمفردها أو متحالفة أو يمكن ترشيحه من قِبل مئة ألف ناخب على الأقل.
*تسقط عضوية رئيس الجمهورية في مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) في حال انتخابه.
كيف تتم عملية التصويت؟ وكيف ينجح؟
طبقاً للدستور يتم انتخاب المرشح الذي يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات الصحيحة في عملية التصويت العام (أكثر من 50%) رئيساً للجمهورية.
وإذا تعذّر حصول أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى، تُقام جولة ثانية يوم الأحد التالي بعد هذا التصويت، ويشارك فيه المرشحان الحاصلان على أكبر عدد من الأصوات في الاقتراع الأول، ويُنتخب المرشح الذي يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات الصحيحة رئيساً للجمهورية.
وفي حال عدم مشاركة أحد المرشحين الاثنين الحائزين على حق الترشح للجولة الثانية لأي سبب من الأسباب، يشارك بدلاً منهما المرشح الحاصل على الترتيب الثالث في الجولة الأولى.
أما في حال بقاء مرشح واحد فقط للجولة الثانية، يجري التصويت على شكل استفتاء. وإذا حصل المرشح على أغلبية الأصوات الصحيحة يتم انتخابه رئيساً للجمهورية، أما في حال عدم حصوله على أغلبية الأصوات الصحيحة فيتم تجديد الانتخابات الرئاسية فقط.
أما في حال عدم اكتمال العملية الانتخابية، يواصل الرئيس الحالي مزاولة مهامه حتى يتولى الرئيس المنتخب منصبه.
*تأدية اليمين والقسم
طبقاً للدستور التركي يؤدي رئيس الجمهورية عند توليه منصبه اليمين الدستورية التالية أمام مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) بالقول:
“بصفتي رئيساً للجمهورية، أُقسم بشرفي وعرضي أن أُحافظ على بقاء الدولة واستقلالها ووحدة الوطن والشعب التي لا تقبل التقسيم، وصيانة سيادة الأمة بلا شرط أو قيد، والتمسك بالدستور وسيادة القانون والديمقراطية ومبادئ أتاتورك وإصلاحاته ومبدأ الجمهورية العلمانية، ولن أتخلى عن أصل تمكين الجميع من حقوق الإنسان والحريات الأساسية في إطار أمن ورفاهية الأمة والعدالة والتضامن الوطني، وسأبذل قصارى جهدي من أجل صون سُمعة الجمهورية التركية وشرفها وإعلائها، وأداء هذه المهمة التي أتولّاها بكل حياد”.
ما مهام وصلاحيات رئيس الجمهورية التركية؟
يُعد الرئيس هو رأس الدولة وهو من يتولى مهام السلطة التنفيذية، كما يضمن العمل بالدستور، وأداء أجهزة الدولة بشكل منظّم ومنسجم.
• إذا اقتضت الضرورة، يلقي الكلمة الافتتاحية لمجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) في اليوم الأول من السنة التشريعية.
• يوجه رسائل إلى المجلس بشأن السياسات الداخلية والخارجية للبلد.
• يصدر القوانين.
• يعيد القوانين إلى مجلس الأمة التركي الكبير لمراجعتها.
• يحق له فتح دعوى في المحكمة الدستورية لإلغاء القوانين التي تتعارض مع بعض أو أحكام مجلس الأمة التركي الكبير كافة أو التي تتعارض مع الدستور من حيث الشكل أو المضمون.
• يعيّن ويُقيل الوزراء ونواب الرئيس.
• يعيّن ويُقيل المسؤولين التنفيذيين رفيعي المستوى في القطاع العام، وينظّم الإجراءات والمبادئ التي تحكم تعيينهم بموجب مرسوم رئاسي.
• يبعث ممثلين عن الجمهورية التركية إلى الدول الأجنبية، ويستقبل ممثلي البعثات الأجنبية إلى تركيا.
• يصادق على المعاهدات الدولية ويوافق على نشرها.
•يعرض الرئيس القوانين المتعلقة بتغيير الدستور على استفتاء شعبي إذا اقتضت الضرورة.
• يحدد سياسات الأمن القومي ويتخذ التدابير اللازمة.
• يمثل منصب القائد العام للقوات المسلحة باسم مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان).
• يتخذ قرار استخدام القوات المسلحة.
• يخفف أو يُلغي الأحكام المفروضة على المحكومين الذين يعانون من الأمراض المزمنة أو الإعاقة أو الشيخوخة.
• يمارس رئيس الجمهورية أيضاً سلطات الانتخاب والتعيين، وينفذ المهام الأخرى المخولة له بموجب الدستور والقوانين.
ما عدد الأحزاب التي ستُشارك في الانتخابات التركية 2023؟
يوم السبت، 11 مارس/ آذار 2023، أعلن المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، أن 36 حزباً نالت حق المشاركة في الانتخابات بعد استيفائها الشروط المطلوبة، رغم أن عدد الأحزاب السياسية في تركيا 122 حزباً مسجّلاً بشكل رسمي، وفق ما أعلن عنه الادعاء العام التابع للمحكمة العليا مطلع يناير/ كانون الثاني 2023.
ما أكبر الأحزاب التركية المشاركة في البرلمان؟
يضم البرلمان التركي 5 أحزاب سياسية كبرى، هي: العدالة والتنمية – الشعب الجمهوري – الشعوب الديمقراطي – الجيد – الحركة القومية. ويشكل كل واحد منها أهمية في عمليات اتخاذ القرارات وتمرير أي مشروع قانون، وجميعها حصد أكثر من 10% في آخر انتخابات برلمانية (2018)، وهذه النسبة هي العتبة الانتخابية التي تتطلب دخول الأحزاب للبرلمان، قبل أن يتم تعديلها إلى 7% في أبريل/ نيسان العام الماضي.
ومع ذلك يضم البرلمان ذاته كذلك نواباً عن أحزاب صغيرة مثل “السعادة” و”البلد” و”الديمقراطية والتقدّم” و”الظفر”، وغالباً ما يكون دخول نائب أو نائبين بالأكثر عن مثل هذه الأحزاب يعود إلى انشقاق النائب عن أحد الأحزاب البرلمانية الكبرى، أو بسبب تحالفات حزبية بين الأحزاب الكبيرة والصغيرة.
ما أبرز التحالفات التي تشهدها هذه الانتخابات؟
1- تحالف “الجمهور”
وهو تحالف سياسي يضم كلاً من حزب العدالة والتنمية المحافظ وحزب الحركة القومية، وقد شُكِّل عام 2018، تمهيداً لخوض انتخابات 24 يونيو/ حزيران 2018 التي حظي فيها بأغلبية مقاعد البرلمان ومقعد الرئاسة، وحكم التحالف البلاد منذ ذلك الحين.
وبدأ حزب العدالة والتنمية الحاكم مؤخراً مفاوضات مع عدد من الأحزاب الصغيرة تضمنت عروضاً لها بالانضمام إلى تحالف الجمهور وخوض الانتخابات القادمة معاً، وأبرزها حزب “الرفاه من جديد” بزعامة فاتح أربكان، نجل نجم الدين أربكان مؤسِّس تيار الإسلام السياسي في البلاد الذي لم يؤكد دخوله التحالف.
لكن من الأحزاب التي أكدت انضمامها إلى تحالف “الجمهور” حزب الدعوة الحرة أو ما يُعرف بالتركية بـ”هدى بارتي“، وهو حزب كردي ذو ميول إسلامية وقومية، ويُنظر إليه في الشارع التركي باعتباره نقيض حزب العمال الكردستاني المصنّف على لوائح الإرهاب.
2- تحالف “الأمة” (الطاولة السداسية)
تُعرف الطاولة السداسية بأنها تحالف سياسي يضم 6 أحزاب تركية معارضة من خلفيات مختلفة ومتنوعة، أُسِّس في فبراير/ شباط 2022 لخوض انتخابات 2023 أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحالف “الجمهور” الذي يضم حزبي العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية التركية، بزعامة دولت بهجلي.
ومن أبرز الأهداف التي ترفعها أحزاب الطاولة السداسية بشكل واضح هي إسقاط الرئيس أردوغان، والعودة بالبلاد من النظام الرئاسي الذي أُقرَّ في عام 2018، إلى النظام البرلماني.
ويُعد التحالف بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد نواة لتحالف الطاولة السداسية، حيث خاض الحزبان انتخابات 2018 المحلية ثم انتخابات 2019 الرئاسية والبرلمانية تحت اسم “تحالف الأمة” المعارض.
وفي 13 فبراير/ شباط 2022 اجتمع قادة الحزبين الشعب الجمهوري والجيد كليجدار أوغلو وميرال أكشنار، بالإضافة إلى زعيم حزب السعادة ذي الخلفية الإسلامية تمال كرم الله أوغلو، مع قادة 3 أحزاب أخرى هم: رئيس حزب الديمقراطية والتقدّم (ديفا) علي بابا جان، ورئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو ـ وكلاهما منشقان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم ـ وأخيراً رئيس الحزب الديمقراطي غول تكين أويصال. لينتج عن هذا الاجتماع بيانا سياسيا أعلن فيه القادة السياسيون الستة اتفاقهم على السعي إلى إنشاء “نظام برلماني معزّز” في البلاد.
3- تحالف “الأجداد”
وهو تحالف أسّسه النائب البرلماني اليميني المتطرف ورئيس حزب “النصر”، أوميت أوزداغ، في 11 مارس/ آذار 2023، ويتألف من أحزاب صغيرة مثل: “النصر”، و”العدالة” و”بلدي”، وأعلن هذا التحالف عن ترشيح السياسي المتشدد سنان أوغان وهو نائب سابق في حزب الحركة القومية، ليكون مرشحاً رئاسياً عن التحالف في الانتخابات المقبلة.