الحارس …..عبد الحميد الصائح

منبر العراق الحر :
مِنْ جِهَاتٍ أرْبَعْ ، ورُبّما أكثَرْ
أراكَ الطَّرِيقَ لِمَنْ لَا يَرَاكْ،
بَيْنَ الدَّوْلَةِ الذَّبيحَةِ وَالرِّوَايَةِ
أفْتَرَضُ قِيَامَةً أنْتَ حَارِسُهَا الْقَدِيمْ،
الْقُرَى الْمُدَمَّرَةَ وَالْمُجْتَمَعَ الذَّليلْ
وأسمالَ الْمُحَارِبِينَ الَّتِي اِسْتَعْمَلُوهَا رَايَاتٍ لِلْهَزِيمَةْ،
الَّذِينَ وَرّثُوا الرَّعِيَّةَ أرغِفَةً مِنْ عَجِينَةِ الدِّمَاءِ
وَهُطُولِ الْفُؤُوسِ عَلَى رُؤُوسِهِمْ .
ممالكَ مِنَ الْكَلَاَمِ، وَظَلَامًا تَفْتَرِسُهُ التَّفَاسيرْ.
هِي الْحَرْبُ الَّتِي لاتَنْتَهي،
نِبَاحُ الدَّمِ وأناشيدُ النَّزِيفِ
والْخُيُولُ الَّتِي لاتموت،
كُلَّمَا دٌفِنَتْ أعادوها الى مَيَادِينِ الْقِتَالْ.
مَنْ يُوقِفُهَا أيها الَّذِي لايُرى،؟
مَنْ يُوقِفُهَا أيها الَّذِي لايَرى،؟
لاعبيدَ بَعْدَهُ الاّ لَهُ.
مَعَايِيرُنَا كُلَّها بَيْنَ يَدِيه،
الرُّعَاةُ مُلُوكٌ حُفَاةْ،
سِيَاطَهُمْ سَحَرَةُ تَجَلُّدُ الأجِنّة، وَعَبَاءَاتُهِمْ ظُلَاَّمُكْ.
يُجَوِّبُونَ الأحلامَ
يَنْحَرُونَ الصِبْيَةَ وَالْفَتِياتِ قُرْبَاِنَا لممالك لاتَعرِفُ الشَّمْسْ.
الْيَوْم، متأخّراً كَثِيرَاً أخْتَرَقُ صُفُوفَهُمْ لأراك،
حَانياً عَلَى السُّلَاَلَةِ الَّتِي نَجَتْ مِنَ الْحَرْبْ
مِنَ الْقُرَى الْمُدَمَّرَةِ وَالْمُجْتَمَعِ الذَّليلِ.
فَخُذْهَا مُبَاشِرَةً،
أرواحَ الطُّيُورِ الَّتِي عَادَتْ مُبَكِّرَةً الِيِّكْ،
تَخْتِرِقُ حُشُودَ الْحُفَاةِ الْمُلُوكِ الْمُتَسَلِّحِينَ بأسْنانِهم،
نِساءَالْقَبِيلَةِ الَّلواتي تَمَزَّقَتْ أرواحُهُنّ أمامَ نَاظِرِيكْ..
وَبُكَاءَ الرِجالِ الَّذِينَ تَنَازِلُوا لَكَ عَنْ الأملْ.
لتُسْفَكَ فِي الطَّرِيقِ الِيِّكَ أغاني الْحَصَادْ،
وَيَرْتَدَّ صَمْتُ الْبُيُوتِ وَدِفْءُ اِنْتِظَارِ الصَّبَاحِ.
خُذْهَا، تِبَاعًا، حَيْثُ بِحارُ الْعَدَالَةِ الْجَافَّة،
وأفاعي الرِّوَايَاتِ الَّتِي تلتفُّ عَلَى رِقابِ الْقَرَوِيِّينَ.
فَهَذِي الْبِلَادُ اِسْتَقْرَتْ عَلَى أَنَّ لاتموت،
وَهَذِي الشُّعُوبُ اِسْتَقْرّتْ عَلَى انَّ لاتعيش.
وَأَنْتَ الْوَحِيدُ الْوَحِيدُ الَّذِي أَضَاعَ الطَّرِيقَ الِيُّهَا.
عبدالحميد الصائح

اترك رد