خذوا بيده ليأخذ بايديكم نحو عراق جديد…. ” كتب رياض الفرطوسي

منبر العراق الحر :
دعونا نترك خلافاتنا وخصوماتنا وتناقضاتنا ومنافساتنا ونتوجه لبناء هذا الوطن لأنه هو هويتنا جميعا. المسألة الان لم تعد مسألة سياسية تتعلق بربح او خسارة لهذا الطرف او ذاك بل هناك خطر يتهدد مصيرنا جميعا بكل طوائفنا وانتماءاتنا وادياننا ومعتقداتنا وان الحريق اذا شب لا سامح الله لن يستثني احدا. ولاننا امام تهديد حقيقي لوجودنا الوطني والقومي يتحتم امام هذه التهديد ان نتوحد من خلال هوية واحدة وهي الوطن .علينا ان نركز على جوهر المرحلة القادمة ‘عن مرحلة جديد وعن مؤسسات حكم ناضجة وحكيمة تلعب دورا في المجتمع والسياسة والمعرفة والفكر والثقافة والقوانين‘ وان تكون كرامة الناس مصانة. لابد ان نركز على جوهر خارطة طريق السيد رئيس الوزراء على الاقل في القواسم المشتركة التي يتبناها بما في ذلك ثوابت الارض والمصير والسيادة والثروة والمستقبل وشراكة المواطنة. لذلك علينا جميعا سواء كنا مجتمعا او قادة ان نتحمل مسؤولية الخروج من مطحنة الازمات بالحكمة العقلية وهي مهمة لا تبدو سهلة للوهلة الاولى ولكنها ممكنة عند توفر الارادة والمراجعة والمكاشفة والصدق ومع الوقت والمراس والتجربة يتحول المجتمع الى مؤسسة كبيرة متماسكة ومنضبطة وفق قوانين الحياة الانسانية. لكن قبل كل ذلك يجب ان يخف التوتر ويسود التسامح وتعمر القلوب بالمحبة وتهدأ النفوس وتنحسر الفوضى لانه لا يمكن مطلقا الرؤية الصحيحة في اجواء الضباب والاحتقان والعتمة.قبل وصول رئيس وزائنا الجديد الى مقر عمله وقبل ان تقع قدماه على ارض مكتبه يجب ان تسقط كل كراهياتنا بما في ذلك الضغائن وتصفية الحسابات بين الاطراف المتنازعة وعقلية الثأر والغنيمة وان تنتصر قلوبنا على الاحقاد. لابد ان نرتفع بمحبتنا لبعضنا البعض لان عناصر قوة اي نظام في الكون تعتمد على قوته الداخلية سواء في المنظومة السياسية او الاجتماعية او في الامن او في الاقتصاد او في مصادر الطاقة والخدمات. هذه المنظومات هي مصدر استقرار المجتمع ونهضته وبنائه. وهي ذات الامور التي ركز عليها رئيس وزرائنا القادم في اكثر من محفل ومناسبة ولقاء . سيكون رئيس وزرائنا القادم عادلا وكريما ووفيا وصديقا للجميع في السلوك والعقلية والعلاقة والشراكة الانسانية . وسيهتم بالجميع كل حسب كفائته ونزاهته وموهبته وفكره ووطنيته وليس على اساس الانتماءات العلاقاتية او الشخصية. سيكون حميما على ابناء وطنه عندما تقسى قلوب اصحاب البطون المتهدلة من الشبع والتخمة والكسل. ستكون اولى مهماته فضلا عن الخدمات والصحة والتعليم هو بناء الانسان اولا ( البناء الذاتي والنفسي والقيمي والاخلاقي والتربوي )وهذه المهمات ليس على عاتق رئيس الوزراء فقط وانما على عاتق المفكرين والنخب الثقافية والمعرفية والاعلامية الرصينة والمحترمة‘ والتعامل مع المجتمع والشباب حصرا يجب ان يكون وفق القراءة الواعية لظروفهم ولما يستفزهم ويؤثر فيهم داخليا وخارجيا. يجب ان لا نربي جيلا جائعا وننتظر نتائج ايجابية ولا يمكن ان تكون النصائح وحدها كافية في التأثير على توازن الانسان وسلوكه من دون توفير حاجاته الضرورية والانسانية المشروعة. علينا ان لا نترك الانسان ضحية مشكوفة امام التحديات الصعبة ليستنزف من الفاقة والبطالة والقلق والمستقبل المجهول. حينها لن يكون الانسان متوازنا في سلوكه او تفكيره. الشارع الان مستفز بجميع اطيافه سواء كانوا ( صامتين او ساكتين ) والصمت يعني وجود اصوات كثيرة او ما يطلق عليهم الاغلبية الصامتة وهم شريحة كبيرة من المجتمع هؤلاء جميعا هم من سيكونوا صوت رئيس الوزراء القادم لكن علينا ان نعرف ان رئيس وزرائنا القادم لا يحمل عصى سحرية لاننا نعيش في واقع معقد للغاية ولكن من خلال المواقف والافعال ستتجلى الامور واضحة امام الشارع . ولان العراق يمتلك كل مقومات النهوض بما في ذلك الثروات البشرية والنفطية واقتصاد وثقافة .هذه سيتم استثمارها بشكل استراتيجي مخطط له وهو الامل الكبير في توزيع عادل للثروة ومواكبة نهوض الامم كل هذا سيحصل على يد رجل من بلادي انتظروه وشجعوه وخذوا بيده ليأخذ بايديكم نحو عراق جديد

اترك رد