حظر الاستغلال السياسي للأديان: مبادرة عراقية تنتظر الدعم… فلاح المشعل

منبر العراق الحر :
الحرب الدائرة الآن بين لبنان وإسرائيل، لم تخف تمسكها بالخطاب الديني والنص الديني في محاولة لإضفاء شرعية على الجرائم التي تقع يومياً جراء القصف الإسرائيلي الهمجي، نعم يكرس الإعلام مجهوداته في توظيف واستثمار الدين في شحذ العاطفة الدينية، وكسب التأييد من قبل المغفلين من المتدينين وغيرهم ممن تنطلي عليهم هذه الأفكار التي تغطي على الأهداف السياسية والتوسعية وتصادم الإرادات التي تنتهي إلى الحرب بعيدا عن الدين!
هنا محطة فاعلة ومهمة على المستوى العالمي تسعى للاشتغال عليه المبادرة النوعية التي قدمها إلى الأمم المتحدة الإعلامي البريطاني من أصل عراقي سلام سرحان، وحظيت باهتمام دولي لافت، بإيجاز يمكن تعريف المبادرة الساعية لتكون معاهدة دولية تتبناها الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، تتلخص فكرة المبادرة – المعاهدة بحسب ما جاء في أحدث التغييرات في مشروع المبادرة، والذي حمله بيان مجلس أمنائها الأخير ”
مبادرة لا تسعى إلى فصل الدين عن السياسة، بل تحذر من كونه يلحق ضررا كبيرا بهوية واستقرار الشعوب، ويعطي ذخيرة مجانية للمتطرفين. وبطبيعة الحال، فإن النص النهائي سيظل مفتوحا لإعادة النظر من جانب الدول، التي سوف تتبنى المعاهدة المقترحة، وتقود مسارها نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونشير إلى أن المبادرة تنطلق من أقصى احترام للأديان جميعهم، وتنسجم مع سياسات جميع الدول المسؤولة والمعتدلة في العالم. وهي تمثل فرصة تاريخية لوضع قواعد عالمية تحترم تقاليدنا، وتنهي دوامة التطرف والحروب والصراعات الدينية. ولذلك فهي تستقطب إجماعًا عالميًا، بسبب استحالة رفض رسالتها العادلة وقدرتها على استمالة حتى الأطراف المتشددة نحو التسامح والسلام.
وبفضل ذلك أصبحت المبادرة على الأجندة الدولية مع قرب صدور قرار بدعمها من قبل مجلس أوروبا، إضافة إلى حوارها الرسمي مع عشرات الحكومات من مختلف أنحاء العالم ودعم مئات البرلمانيين والمسؤولين والشخصيات العالمية في أكثر من 80 دولة، ومن بينهم عشرات الزعامات الدينية الإسلامية، ومن مختلف الأديان الأخرى.
وفي وقت يقترب فيه مجلس أوروبا ودول كثيرة من تبني المبادرة رسميا على الساحة الدولية، فإننا نطمح أن يكون للدول العربية المعتدلة دور قيادي في صياغة الملامح النهائية للمعاهدة المقترحة، لأنها الأقدر على حماية رسالتها العادلة، وتفادي قيام أطراف أخرى بإقحام قضايا مثيرة للجدل.
وأخيرا، فإننا نتطلع لمساهمكم الفاعلة في هذه الحملة العالمية لتشريع معاهدة تاريخية تسهم في جعل العالم أكثر تسامحا وأكثر عدلا وسلامًا للجميع.
* أدعو الحكومة العراقية وخصوصا السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية السيد فؤاد حسين إلى التفاعل مع هذه المبادرة والاطلاع على مضامينها. ودعمها من خلال دعمها في الأمم المتحدة لكي تسجل عراقيا بكون صاحب المبادرة هو الشاعر والإعلامي. سلام سرحان.

اترك رد