أَصوَاتٌ مَقصُولةُ الضّوء …………….ميساء علي دكدوك

منبر العراق الحر :
القافلةُ تصرخُ نازفةً، مُرغمةً على
الرُّقادِ في يَقظَتِها تحتَ أمطارٍِ
حارقةٍ والكلابُ تَمضي
لتَمضِي على أَزمنةٍ قادمةٍ من المجاعةِ
والدِّماءِ
لم أُبحر في سفينةِ اليأسِ أبدا
لكنّي أرى الموتَ الذي يحيَا كلّ هنيهةٍ
ليقتلَ مدائنَ الجمالِ فيْنا
ليرسمَ شاخصاتِ العَوزِ وموتِ الضَّمائر
أشهدُ على القَصيدِ المذبوحِ الصَّدى
أُشهدُ على الفنونِ التي تُحرَق عمداً
أشهدُ أنّ
لاقرّاءَ للعيون الغارقةِ بدمعِها
لاقرّاءَ للخوافقِ النَّازفةِ
لاقرّاءَ للأجسادِ المتصحّرة
اِصرخْ أو اِصمتْ أيّها الإنسان
ضاعَ الصّراخُ
وسكتَ الصّمتُ تحتَ حَوافِر الموت
المَصنَّع.
…………….
أَشهدُ ….
أَنّني أشهدُ تخومَ المدّ والجَزْر
تدخلُ من بوّاباتِ الصَّمت
تزرعُ في جوفِ الرّحم الأعاصيرَ
والسّكينة
تزرعُ آفاقَ الشِّعر مقصولَ الضَّوء،
مجهولَ النَسَب.
…………..
أشهدُ …
أنّ الهزّاتِ الزلزاليّة تَتَوالى من منابع
الطّفولةِ، استراحةً مبهمةً بين الحرب
وزَمَن الحَمل
ضبابيّةُ الضّمير تَطرقُ جَبين
الإنسانيّة
أشهدُ الشُّعراءَ يتسكّعونَ في دوائرِ
المشاعر
يرسمونَ صُوراً غارقةً بالعَتمة.
………….ميساء علي دكدوك

اترك رد