هل مسك الوجد…. …..عدنان احمد الكبيسي

منبر العراق الحر :
أَ مَسَّكَ الوَجدُ أمْ أشجاكَ قيثاري؟
أمْ هلْ هَداكَ الهوى للهْوِ بالنّارِ؟
أمْ هلْ تَراءتْ لكَ الأقدارُ أنَّ بِنَا
قَلبًا لهُ في زوايا العِشقِ سُمّاري؟
يا لوعةً مِن ثنايا القَلبِ ما حَفِظَتْ
للحُبِّ عهدًا وقد باحتْ بأسراري
غابَ الأحِبّةُ، داري أقفَرَتْ وَذَوَتْ
والياسمينُ ارْتمى يبكي على الدارِ
مَن كان يأتي صباحَ العيدِ يؤنِسُني
ما عادَ يأتي إذا ما جاءَ زُوّاري
يُسائلُ الطّيرُ عنهم أينَ مَطعَمُنا؟
والجارُ يسألُ ملهوفًا عنِ الجَارِ
والقِطُّ ماءَ، يُريدُ المَاءَ يَشربُها
والمُزنُ مرتْ وما جادتْ بأمطارِ
عُشُّ العَصافيرِ فيهِ القَشُّ من زَمَنٍ
قد باتَ مِثليَ مهجورَ الدّفا عاري
قلبي شقيٌّ على مَن كانَ يَعشقُهُم
وخَلّفوني بلا قلبٍ لأفكاري
والفِكرُ تاهَ وليس الصّبرُ يُنقِذُهُ
وكيفَ أصبِرُ والأشواقُ إعصاري
وأغمضُ العينّ علَّ العينَ تَلمَحُهُم
بينَ السّوادِ بطيفٍ أو بِتِذكارِ
وأوهمُ الأذنَ خلفَ البابِ، هم وَصَلوا
وأوهمُ النّفسَ، عادوا دونَ إخباري
صَمّامُ قلبي يناديهم وما سَمِعوا
هذا النّدا ضاعَ بينَ الشوكِ والغَارِ
وعاتَبوني على عِشقي لمُلهِمَتي
أنكرتُ عِشقي وزادَ الظّنُّ إنكاري
ناحَتْ فأشجتْ تباريحي على نَغَمٍ
والنّوحُ للحُزنِ يَمحي لوعةَ النّارِ
قالوا لها: يا ابْنةَ الأسْحارِ هلْ وَصَلَتْ
مِنهُ المَكاتيبُ فيها عِشقُهُ الضّاري؟
يا ويحَ مُلهمَتي من روحِها اعتَرَفَتْ
بالعشقِ ما بيننا من خلفِ أسوارِ
وهدَّدوها فقالتْ: لستُ أعشَقُهُ
إنّي لأعبدُ في إحساسِهِ البَاري
وسَاءلوها أجابَتهم وقد عَرَفوا
ما قيمةُ العِشقِ في حلّي وأسفاري
قولي لَهُم من أنا يا شامُ واعتَرِفي
إنّي نَسَجْتُكِ من روحي وأشعاري
ما للدّمشقيةِ الحيرى تُواعِدُني
في الغُوطتينِ مساءً بين أشجارِ
في كلِّ حبّةِ أعنابٍ بها غَزَلي
وكلِّ كَبّادةٍ تزهو بآذارِ
وكلِّ ليمونَةٍ من بيتِ جارَتِنا
بانَتْ تقولُ صباحَ الخيرِ يا جاري
والياسمينةُ ماستْ كالعروسِ إذا
حاكَتْ من الزّهرِ ثوبًا يشبِهُ السّاري
إنْ ساءلوكِ فقولي كانَ يَعشقُني
ولا تَبوحي لهمْ عن كُلِّ أخباري
(وإنْ سُئِلتِ فقولي: لم يَكُنْ بَطَلاً(
لكنّهُ لمْ يَبِعْ عِرضي بِدولارِ
.
.
..#عدنان_أحمد_الكبيسي

اترك رد