منبر العراق الحر :
التنوع الشعري في الأسلوب والصياغة والاختيار المفردات اللغوية الملائمة في الحياة اليومية , هي من صميم الإبداع المتجدد , ومن مهارات الشاعر المبدع في حقول التجريب والابتكار في النص الشعري , بدون شك ليس العملية سهلة الانقياد , بل تعتمد على الخبرة والكفاءة والموهبة بالخيال الفني الخصب , وسعة الثقافة ومعارفها , ومدى مداركه في استلهام مفردات الواقع والحياة اليومية لتكون لغة في النص الشعري , ولكي يخرج الشاعر من عباءة النمطية الواحدة في التقاليد في المألوف في النص الشعري الشائع , ان يحاول ان يكسرها بالتجريب والتحديث المتنوع , في اعادة صياغة الشكل الفني في النص , توظيف اللغة اليومية , التي تترجم حواسه الداخلية , ومداركه , ولكي يدعم الرؤية الفكرية والسياسية , التي يدعمها ويؤمن بها في ذهنية ووعيه , ومن اجل التواصل المبدع في النص حديث الابتكار , في الخلق والتكوين والتركيب , أن يكون النص الشعري محملاً بالمعنى والايحاء والمغزى الدال . نجد في هذا الديوان الشعري ( للريح …. تركنا قمصاننا ) ينحى في هذا الاتجاه ببراعة التحديث والابتكار . بأن يصل الى هدفه التعبيري مباشرة , دون غموض وإبهام , ليعطي الابعاد الحقيقية للصراع الإنساني والوطني الدائر , اعتقد نجد في النص الشعري لقصائد النثرية لهذا الديوان الشعري , هو مرحلة متقدمة ونوعية من تجربة الشاعر ( محمد الماغوط ) في القصيدة النثرية , ان يمتلك النص صياغة حديثة ولغة تنطق بالحياة اليومية , رغم بساطتها لكنها تمتلك البعد التعبيري والفكري في عميق الدالة والاشارة , التي تترجم احلام وتطلعات المحرومين والمسحوقين والكادحين المنتمين الى الوطن , في صراعهم وكفاحهم باصرار عنيد حتى لا يكونوا قطب ضعيف يتلقى الصفعات والهزائم والاحباط فقط , وهم يسير في طريق مذبح الحرية , واجد في النص الشعري يمتلك مميزتين ظاهرتين بشكل جلي , ويخفق بهما عالياً في النص , فالى جانب الصياغة الحديثة في الشكل الفني , هناك ميزة مهمة وهي في بنية عماد بناء القصيدة , وهي تكوين وتركيب وتعوين الصورة الشعرية , بأسلوب يختلف عن النمطية السائدة في الشعر , لان من المألوف في الشعر , بأن الشاعر يحاول يلملم او يجمع الاجزاء الصورة الشعرية , في رسم معالمها وتفاصيلها الدقيقة , حتى يصل في النهاية الى الصورة الكلية أو الصورة الكاملة في النص الشعري , قصائد هذا الديوان تتجه العكس تماما , يعطي الصورة الكاملة دفعة واحدة , ويرسم عليها التفاصيل ومعالم اجزائها بعد ذلك , في توظيف مفردات لغوية معينة , تمثل معنى الصورة الكلية , ويعطي قيمة في الرؤية الفكرية في التشكيل الفني , فى حجم الصورة الشعرية , مثل : صورة السجن . أو صورة الحلم . او صورة الوطن , أو صورة عشاق الوطن . أو صورة الأغنية وصوتها . صورة الترنيمة و شغافها . صورة المطر ………. الخ . ويكون التصوير الشعري, يملك عنوان وهوية ودلالة وإدراك . …