منبر العراق الحر :
الطفل الذي شرّع سبّابته بين فخذيه يبول
بلا خجل
حين دخل هذا العالم
بلا بسملة
وبلا فاتحة
شرّع له قفاه حين غادره
بلا خجل
وخيمة نزوحه قد سقطت عن ظهره…
“لا خشبة خلاص”
خلفي حطابٌ
وأمامي البحر
والخشبة التي لم أرها في عيني
صارت صليبا…
أنا العصفور المطارد من شجرة التفاح إلى شجرة العائلة إلى آخر شجرة معترف بها من قبل الأمم المتحدة في غابة العالم
ولا تعترف بها الريح…
أنا العصفور في يد البلاد
أنتظر في قفص المحطة
أرنو للعصافير على شجرة الغربة…
أنا المعرّف
دخلتُ على هذا العالم
كجملة اسمية،
فوقفتْ كل الأفعال الناقصة والمعتلة واللازمة والماضية والحاضرة والآمرة لي بالمرصاد،
وفتحتْ لي قوسين كمحل من الإعراب وفق قواعد صاروخية من الأحكام…
هذا العالم أضحى بحاجة لعين جديدة للحياة والكون والفن…
ها هو يقف أمامي كرجل بالغ يستر عورته خجلا من ذكورته التي أنجبت كل حروب السباق بكل أشكاله بدءا من الحرب العالمية الأولى للنطاف على الفوز بكرسي النسل…
وأنا المدنف لغويا ليس بحوزتي كلمة جامعة رسولية له،
وليس بحوزتي مجازا وكلمة تصغير تشعره بالدلال والغنج،
وليس بحوزتي كلمة الله لأقول له:
مغفورة لك خطاياك، قم واحمل فراشك وامش أيها المخلّع…
الكون ثقيل الظل يا حبيبتي،
وشمسك غائبة…
رأس القرن بقرون كثيرة،
ورأسي رمّانة يدوية…
الفن سرير مرآة بلا وجوه،
وأنت نائمة…
أنتِ التي تحملين أخبارا طازجة في سلة الفصول كمنادى مبني على الضم وقت الدخول…
ليس بحوزتي سوى الفاتحة والبسملة أنا المقعد على طريق سريعة مرصوفة بالخطوات المقطوعة…
هذا العالم شبه منحرف لمستطيلات الطغاة واسطبلات العبيد،
وليس بمقدور الريح أن تحبس أنفاسها…
وليس بمقدور الشيطان أن يكون أخرسا…
وليس بمقدوري أنا،
أن أكون العصفور
وأكون الشجرة…
أو أكون سفينة
وأكون منارة هادية…
==
منبر العراق الحر منبر العراق الحر