منبر العراق الحر :
يــا قــاهرَ الــموتَ الــذي لَم يُقهرِ
كيفَ استباحَ السيفُ قطعَ المَنٔحرِ
يــا لــحظةَ الــذبحِ التي لا تَنتهي
مِــن ذلــكَ الــحينِ لــيومَ المَحشرِ
كــيفَ ارتميتَ في الثَرى يا للثَرى
أوَ يَــشــتهيكَ الــمــوتُ بــالتَصورِ
يــا مَــقصدَ الــمَقصود في غاياتهِ
مــا نــالَ مــنهُ الــراحَ حتّى الآخرِ
أُنــبــيكَ أنَّ الــقومَ بــاعوا ديــنَهُم
حـَـتى علَت أصواتُ داعي الجَندرِ
لا يـَـستحي مِــن قــولِها هذا الذي
لا يَــنتمي بَــل قالَ إنّي الجَعفري
لـَـم تَــبق لــي مِن راحةٍ غيرُ التي
فــيها استباحَ الشعرَ لامَ الشَنفري
يــاسيدَ الــماضينَ لــَن يــأتِي بــها
حــينٌ مــِن الــدهرِ العَذولِ الأعورِ
او نــاشـَـدَ الأشــعــارَ ســِفرٌ خــالدٌ
مِــن نابغِ الذُبياني حَتى البُحتري
مــهلاً فــدتكَ الــروحُ راحــاتٌ بِنا
مــاذا سَــتعني الروحُ لَولا المظهرِ
يـَـعلو عــلى الماضينَ في إمضائهِ
يُــخفى وَلــكِن نــاصعٌ في دَفتري
مــا كــلُّ هــذا كـَـم رؤوكَ حاضراً
وأنـــتَ فــينا غــائباً لــَم يَــحضرِ
قــاسوكَ لــكِن لا نـَـرى مـِـقياسَهم
راحــوا وهلْ باقٍ لـَـهم مِــن أثــرِ
وَالــفــانياتُ الــسودُ مــرَّت كُــلّها
مـاستَوقفَتها الــراءُ فــوقَ المعبرِ
فاســتَسلمَت للريحِ تـَـشكو غيظَها
مــا فــي نفوسِ القومِ مِن مُزدجرِ
خــطّوا على سنَنِ السَنينِ مزارَهم
حـَـتى اســتَوى عــاليَهُم بــالأصغرِ
إن مــالَ قــلبي للــهَوى مُستَسلما
فــرَّت بــيَ الأشــواقُ فوقَ المَنبرِ
واستَمطرَت سالَتْ وناحَت أدمعُي
حــتّى استباحَ النايُ صوتَ السُّمرِ
مــا ســرَّ مَــن طافوا وداروا حولهُ
مــاسرَّ مَــن صَــفاً أتــوا لــلمشعرِ
مَــن عــرَّف الــعِرفانَ في عَرفاتهِ
أبــكى ثَنايا السيفَ حتّى الخِنجرِ
مــا بــالُ لــيلى اطــفأَت اضواءَها
والــلاوياتُ الــجيدِ لــيَّت مِــئزَري
والـظاعنونَ الغالوا في اسفارِهم
مـــا لــَـوّح الــليلُ لــهُم بــالمُسفِرِ
يا بـيـدرَ الجوعانِ يـا خبزَ الرحى
لــلآن يَــشكو الــحالَ عِسرَ البيدرِ
كريم خلف الغالبي