This picture taken on April 13, 2019 at the Syrian Kurdish-run group Yazidi House's headquarters in the Syrian Yazidi village of Qizlajokh, about 35 kilometres west of Qamishli in the northeastern Hasake province, shows an Iraqi Yazidi woman rescued from the Islamic State (IS) group waiting to board buses bound for Sinjar in Iraq's Yazidi heartland. - Syrian Kurds on April 13 repatriated 25 women and children from Iraq's Yazidi minority after freeing them during the final push against the Islamic State group, said an official with Yazidi House, which reunites rescued Yazidi children with surviving relatives. Iraq's Yazidis are a symbol of the suffering caused by IS during its rein over vast swathes of Syria and Iraq. (Photo by Delil SOULEIMAN / AFP)

تحذير من “شيطنته”.. تخوف من مصطلح “الجندر” في العراق

منبر العراق الحر :

خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبينما كانت البلاد تمر بموجة حر من الأشد في تاريخها تزامنت مع انقطاع للتيار الكهربائي لساعات طويلة وانخفاض في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، انشغل جزء كبير من العراقيين بنقاش غير معتاد، على الأقل بشكل واسع، بخصوص الهوية الجندرية والنوع الاجتماعي.

أثار النقاش ظهور فيديو، تبين لاحقا إنه يعود لعامين، يتحدث فيه زعيم تيار الحكمة ورجل الدين، عمار الحكيم، عن ضرورة إشاعة “ثقافة الجندر” ودعمها.

وأشعل الفيديو هجوما واسع النطاق على الحكيم، يندر أن تتعرض له شخصية دينية في العراق، دفع الحكيم إلى نشر تغريدة ينفي فيها أنه “يدعو لتذويب الفوارق بين الجنسين”.

وقال خبراء تحدث معهم موقع “الحرة” إن النقاش العراقي بجزء كبير منه “يقوم على فهم خاطئ” للمصطلحات، وقد يكون “نتيجة الصراعات السياسية التي تعتمد على تسقيط الخصوم من خلال إثارة الرأي العام”.

“ثقافة الجندر”

تقول الباحثة الاجتماعية العراقية، رند الفارس، لموقع “الحرة” إن هناك خلطا بين “النوع الاجتماعي” والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، وموضوع مختلف آخر هو “الهوية الجنسية”، والتي تعني “التجربة الشخصية العميقة” للفرد، والتي “قد تتوافق أو لا تتوافق مع جنسه البيولوجي” أو جنسه المحدد عند الولادة.

ويثير هذا الخلط، وفقا للفارس، سوء فهم يهدد الباحثين والناشطين المطالبين بالمساواة بين الجنسين، الذين يستخدمون مصطلح “الجندر” بتعريفه العلمي، لتسليط الضوء على القيود الاجتماعية التي تعيق تنمية الأفراد من النساء والرجال.

والخميس، أصدر ائتلاف دولة القانون، وهو جزء كبير من كتلة الإطار التنسيقي الحاكمة في العراق، بيانا قال فيه إن “مصطلح الجندر يتعارض مع الدين والأعراف والقيم الوطنية وأحكام الدستور العراقي”.

وقالت النائبة عن الائتلاف، ضحى القصير، في مؤتمر صحفي بمشاركة أعضاء الكتلة إن المصطلح “اتضح أنه يرمز إلى ظاهرة شاذة، هي الاعتراف بنوع ثالث للجنس البشري غير الذكر والأنثى”.

ووفقا للباحثة الفارس فإن هذا البيان “يمثل جانبا من سوء الفهم الواضح للمصطلح” الذي يستخدم للتعبير عن تصنيفات اجتماعية علمية بعيدة عن الفهم الشائع حاليا.

ونشر عدة رجال دين عراقيين بارزين انتقادات لاستخدام “مصطلح الجندر” وحذروا من تداعياته على “المجتمع والأسرة العراقيين”.

كما نشر بعضهم فيديوهات مقتطعة من كلام مسؤولين عراقيين يتحدثون عن النوع الاجتماعي، في سياق المساواة وتمكين المرأة، لكن رجال الدين انتقدوا استخدام المصطلح.

الجندر والهوية الجنسية

يعرف موقع “Dictionary” القاموسي مصطلح Genderism على أنه “التقسيم الثنائي للنوع الإنساني إلى جنسين فقط، وأن جندر الشخص يحدد من الولادة وأن التعبير الجندري يحدد وفقا للجندر المُعلن لدى ولادته”، أي ذكر أو أنثى.

ويعرّف موقع الأمم المتحدة الجندر بأنه “الأنماط السلوكية – الاجتماعية التي يصنف المجتمع على أساسها الفرد بكونه رجلا أو أنثى، ويتعامل معه على هذا الأساس”.

ويشير موقع مؤسسة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين ودعم النساء إلى أن النوع الاجتماعي (Gender) هو مصطلح لوصف “السمات والفرص الاجتماعية المرتبطة بكونك ذكرا وأنثى وميكانيكيات العلاقة بين النساء والرجال والفتيات والفتيان”.

ويضيف أن “هذه الصفات والفرص والعلاقات مبنية اجتماعيا ويتم تعلمها من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية وتحدد ما هو متوقع ومسموح به وقيّم لدى المرأة أو الرجل في سياق معين”.

أي أن الجندر هو مصطلح لوصف “النظام الذي يحدد حقوق الأفراد وواجباتهم وتواصلهم بين بعضهم البعض وفقا لجنسهم”.

وفي الحقيقة، تنتقد الأمم المتحدة “الجندرية” باعتبارها “نظاما هرميا تنتج عنه أوجه عدم مساواة تساهم في تعزيز انعدام المساواة في مواضيع اجتماعية واقتصادية أخرى”، ولكونه “يتقاطع مع عوامل التمييز الأخرى مثل العرق والوضع الاجتماعي وغيرها”.

كما أن موقع الأمم المتحدة يشير إلى أن الفرق الأساسي بين “النوع الاجتماعي (الجندر)” و”النوع الجنسي (الجنس)” هو أن الجنس يشير إلى الخصائص البيولوجية الذكرية أو الأنثوية، بينما يشير النوع الاجتماعي إلى “توقعات المجتمع” من الفرد، وفقا لجنسه، والتي “تتباين بين مجتمع وآخر”.

وتقول الباحثة الفارس إن مصطلح الجندر، أو النوع الاجتماعي، يستخدم في الدراسات التي تنظر في تأثير الظروف والتقاليد الاجتماعية على الرجال والنساء.

وتضيف “على سبيل المثال، ينظر المجتمع إلى مهن معينة على أنها محصورة بنوع اجتماعي واحد، إما للرجال أو النساء”، وبالتالي سيتعرض الرجل الذي يعمل في مهنة “نسائية” إلى التمييز وأحيانا الاعتداء، وكذلك المرأة.

وتقول الفارس إن هذا “يخلق حالة تمييز لا تنحصر فقط بالفرص الاقتصادية، وإنما يمتد التمييز القائم على النوع الاجتماعي إلى مجالات أخرى: قانونية، مثل حضانة الأطفال والإعالة، واجتماعية، مثل تركيبة الأسرة وديناميكيتها، بل وحتى إدارية، حيث أثبتت البحوث أن النساء والرجال يتلقون معاملة مختلفة عند مراجعة دوائر الدولة”.

وتحذر الفارس من أن “شيطنة” مصطلح النوع الاجتماعي أو الجندر بهذه الطريقة قد تؤدي إلى عرقلة التقدم الذي حققه العراق، ولو كان نسبيا، على طريق تحقيق المساواة بين الرجال والنساء.

اترك رد