منبر العراق الحر :
في توقيتٍ معاكسٍ للزمن، ربضَ خفقي بين الضلوع…
وعلى شرفتي، وقفتُ بلا نبضٍ، أُحصي أرَق النجوم.
كان مساءً مقمراً، غابت عنه ظلالُ العتمة… وتوهّجَ الخيال.
سرحتُ هناك، في أفُقٍ سقيمٍ، منهكٍ… بلا ملامح.. وعلى شفا خمود.
وعلى حين شوق…
اختلج الفكر باتّقاد الحروف… بانسياب الحلم طيفاً… باحتدام الحنين.
شعرتُ بدَفقٍ بين الأنامل، واشتهاءٍ للغوص بين ثنايا الكتابة وانسكاب السطور.
رحتُ ألملم نتفَ الروح، وأجمع باقاتِ عصفي، أطرحها، وأزينُ بها ذاك الفراغ المتربصّ بالصفحات.
ما استطعتُ أن أكبح سيلَ شهيتي لثورة بركاني… لانهمار لهفتي عباراتٍ وأعاصير.
صرتُ أكتب ذاتي… انبعاثي… غُربتي… ووجعي…
نقشتُ خوفي وترقّبي… ورسمتُ عودتي بعد غياب طويل.
لبستُ ثوب اعترافاتي، وما تركتُ خذلاناً إلّا وعبَرتُ فوق ظلاله… وأسقطتُ عن كاهلي عبء الكتمان.
وعندما شارفتُ على السكون…
كانت وريقاتي قد أضحت كجمرٍ ملتهب… كتمرّد شعبٍ ثار ذات وَعد… كضجيج عزفٍ منفرد