منبر العراق الحر :
أشرس المعارك
ما إن جلس على كرسيّه الدوّار وأخذ يمرّر بصره على الوثائق التي سلّمته نسخة منها حتّى بدأ جسده ينكمش على نحو سريع ويكسوه شعر كثيف… كشّر عن أنيابه وهرّ ونبح كثيرا…
ولم يكن لي من سلاح غير قلمي أشهره في وجهه. بيد أنّ نباحه اشتدّ أكثر من ذي قبل، ثم لم ألبث أن سمعت نباحا آخر يأتيني من كلّ مكان…
النّبوءة
جلس العمّ سام إلى طاولته الفخمة وشرع يأكل من طبق لحم مُرّ المذاق…
قال خادمه: “مولاي هذا آخر ما تبقّى من ابنك (هيستيا) فهل أذبح (هيرا) كما اتّفقنا؟”
وافق بإشارة من رأسه فخرج الخادم… فجأة أخذته رعدة بكاء حارّ وهو يتذكّر قول العرّافة: “يولد من صلبك من يقتلك!”
قائل: “لم يدر أنّ منيّه سقط منه في البحر واختلط بالماء الأجاج حيث بدأ يتخلّق (أورانوس)…”
الحرب القادمة
لم تكن الحرب متكافئة على الإطلاق ومع ذلك كنّا نشعر كلّ لحظة بأنّ الدّائرة على قوّاتنا… لم تنفعنا المدافع ولا الطّائرات أمام تلك المخلوقات الغريبة… كانوا رجالا عراة أقوياء الأبدان، يركبون الغيم وفي أيديهم رماح رفيعة. ينسلون كما ينسل الهواء. فجأة يظهرون وفجأة يختفون…
لاحظ بعضنا أنّ تلك المخلوقات كانت تقاتل في انتقائيّة شديدة. تستثني الرّعاع والبسطاء وتشدّ على أصحاب الكروش الكبيرة…
نيــــــــــــــــــــــــــــــــد*
كنت وحيدا في عرض الشّهباء والسّماء فوقي مكتملة البدر حين رأيته. كان على هيئة رجل مذبوح من العنق تتّسخ أسماله بدماء كثيرة.. اقترب منّي.. شخر.. لم أبد أيّ ردٍّ للفعل… احتطبتُ حطبا ففعل مثلي… أشعلت نارا وجهّزت فطيرة دفنتها تحت الجمر… قاسمته إيّاها… تظاهر بمضغها مقلّدا حركاتي وسكناتي… شخر مجدّدا.. قلت في هدوء: “لماذا لا تظهر إلى قاتلك؟”
تبخّر ولم أره بعد ذلك…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نيد: شبح