طوفان الاقصى ة في يومه الـ37.. استمرار الاشتباكات في غزة وتنامي المأساة الإنسانية في المشافي

منبر العراق الحر :

دخلت حرب غزة يومها الـ37 مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، في ظل كارثة صحية وإنسانية في القطاع نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر

وفي آخر التطورات الميدانية، تجددت الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة فيما تدور اشتباكات عنيفة وتتعرض مواقع عدة في القطاع إلى قصف مدفعي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه دخل في اشتباكات عنيفة بمخيم الشاطئ في شمال غزة، معلناً استهداف سلاح الجو مخزن ذخيرة في المخيم.
ويحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء براً وجواً، وسط اشتباكات بمحيط المستشفى وليس داخلها وغطاء ناري كثيف وتحليق للمسيّرات الإسرائيلية فوقها.

وأكد مسؤول في وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” الأحد أن غارة إسرائيلية دمّرت مبنى قسم أمراض القلب في مجمع الشفاء الطبي.

وقال وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش لوكالة “فرانس برس” إن “الاحتلال دمر بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء” الأكبر في قطاع غزة.

وتدور الاشتباكات العنيفة وحرب الشوارع في عدة مناطق من بينها شمال بيت حانون ومنطقة أبراج العودة وشمال جباليا وفي بيت لاهيا شمال القطاع. الاشتباكات المتزامنة وقعت في محاور عدة بمدينة غزة، بينها حيا النصر والشيخ رضوان ومحيط مخيم الشاطئ.
وأفاد إعلام إسرائيلي بارتفاع صوت صفارات الإنذار في بلدات غلاف غزة.

كما أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” اليوم الأحد تدمير دبابتين للجيش الإسرائيلي جنوب غرب غزة بقذائف “الياسين 105”.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إنّ حصيلة القتلى جراء العدوان الاسرائيلي المستمر ارتفعت الى 11,100، بينهم 8 آلاف طفل وامرأة ومسن، وأكثر من 27 ألف مصاب.

كذلك، أعلن مسؤولون بقطاع الصحة في غزة اليوم أن 13 فلسطينياً قُتلوا في ضربة إسرائيلية على منزل في خان يونس.
وقالت حركة “حماس” أنها دمرت كلياً أو جزئياً أكثر من 160 هدفاً عسكرياً إسرائيلياً في غزة، بما في ذلك أكثر من 25 مركبة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، في حين قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن “حماس” فقدت السيطرة على شمال غزة، لكنه أقر بأن الصواريخ لا تزال تطلق من غزة على جنوب إسرائيل.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي في وقت متأخر من مساء أمس السبت، مقتل خمسة جنود إسرائيليين آخرين في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن 46 شخصا قتلوا منذ بدء عملياته البرية هناك.
قصف على مقر للأمم المتحدة

وأعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأحد مقتل وإصابة “عدد كبير” من الأشخاص جراء قصف طال مقراً له في مدينة غزة لجأ إليه فلسطينيون هرباً من الحرب.

وقال البرنامج في بيان إن القصف ادى إلى “سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى”، معتبرا أن “المأساة المستمرة المتمثلة في مقتل وإصابة المدنيين الرازحين تحت النزاع أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف”.

ونوّه البيان إلى أن المقر أخلي من موظفي الأمم المتحدة في الأسبوع الأول من الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، قبل أن يفتح لاستقبال النازحين.

وأضاف: “يجب احترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وحرمة مرافق الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.

على صعيد آخر، أظهرت مقاطع مصورة لوكالة فرانس برس حفرة في وسط باحة مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.

واستهدف القصف المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين جراء الحرب المتواصلة بلا هوادة منذ أكثر من شهر.
القطاع الصحي في خطر
وقال سكان غزة إن القوات الإسرائيلية، التي تخوض حرباً للقضاء على “حماس” بعد هجومها الدموي عبر الحدود في السابع من تشرين الأول، اشتبكت مع مسلحي الحركة طوال الليل في مدينة غزة وحولها حيث يقع مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة “حماس”، إن المستشفى أوقف عملياته بعد نفاد الوقود. وأضاف أن رضيعين توفيا في الحاضنة نتيجة لذلك. وأضاف أن هناك 45 رضيعا في المجمل.
وقال إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل مريض في العناية المركزة، وإن القناصة الإسرائيليين على أسطح المنازل يطلقون النار على المجمع الطبي من وقت لآخر، مما يحد من قدرة الناس على الحركة.
وقال لرويترز عبر الهاتف: “نحن محاصرون داخل مجمع الشفاء الطبي والاحتلال (الإسرائيلي) يستهدف معظم المباني بداخله”.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أنّه توفي 5 مرضى في العناية الفائقة بمجمع الشفاء بسبب نقص الأوكسجين أمس، مضيفة: “لا نملك غير المياه المالحة والتمر لتوزيعها على المرضى والطواقم الطبية”.

أما مدير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني بغزة صبحي سكيك فقال: “لم تصلنا أية مساعدات تمكننا من مواصلة علاج مرضى السرطان في قطاع غزة، ونفقد يوميا عدداً من مرضى السرطان بسبب عدم توفر العلاج”.

إسرائيل: سنساعد في إجلاء الرضع
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري، إن الجيش الإسرائيلي سيساعد في إجلاء الرضع من المستشفى.
وأضاف: “طلب موظفو مستشفى الشفاء أن نساعد في نقل الرضع في قسم الأطفال غدا إلى مستشفى أكثر أمانا. وسنقدم المساعدة اللازمة”.
وقالت إسرائيل إن الأطباء والمرضى وآلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين لجأوا إلى المستشفيات في شمال غزة يجب أن يغادروا حتى تتمكن من التعامل مع مسلحي “حماس” الذين تقول إنهم أقاموا مراكز قيادة تحت هذه المستشفيات وحولها.
وتنفي “حماس” استخدام المستشفيات بهذه الطريقة. ويقول الطاقم الطبي إن المرضى قد يموتون إذا تم نقلهم، ويقول مسؤولون فلسطينيون إن النيران الإسرائيلية تجعل مغادرة الآخرين أمرا خطيرا.

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس السبت إنها فقدت الاتصالات مع جهات الاتصال التابعة لها في مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة، وعبرت عن “قلقها العميق” بخصوص سلامة جميع المحاصرين هناك بسبب القتال ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأضافت أن لديها “مخاوف عميقة بخصوص سلامة العاملين في القطاع الطبي والمئات من المرضى والمصابين ومنهم رضع على أجهزة دعم الحياة والنازحين الذين ما زالوا داخل المستشفى”، وجددت دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

“أجواء مخيفة تماما”
وقال أحمد المخللاتي، وهو جراح تجميل كبير في مستشفى الشفاء، لرويترز إن القصف متواصل منذ أكثر من 24 ساعة. وأضاف أن معظم العاملين في المستشفى والأشخاص الذين لجأوا هناك غادروا، لكن بقي 500 مريض.
وأضاف: “إنها منطقة حرب، والأجواء مخيفة تماما هنا في المستشفى”.
وقالت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، المتحالفة مع “حماس”، إنها “تخوض اشتباكات عنيفة في محيط مجمع الشفاء الطبي وحي النصر ومخيم الشاطئ بغزة”.
ويضم حي النصر العديد من المستشفيات الكبيرة.
وقالت إسرائيل في وقت سابق إنها قتلت من وصفته بأنه “إرهابي” من “حماس” ذكرت أنه منع إخلاء مستشفى آخر في الشمال قال مسؤولون فلسطينيون إنه خارج الخدمة ومحاط بالدبابات.
وأضافت أن أحمد صيام قُتل مع مسلحين آخرين أثناء اختبائهم في مدرسة البراق. وقال مسؤولون فلسطينيون لرويترز يوم الجمعة إن 25 فلسطينيا على الأقل قتلوا في غارة إسرائيلية على المدرسة التي كانت مكتظة بالنازحين.
وقالت إسرائيل إن الصواريخ ما زالت تطلق من غزة على جنوب إسرائيل حيث قالت إن نحو 1200 شخص قتلوا بينما احتجزت “حماس” أكثر من 200 رهينة الشهر الماضي.
وأفاد مسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة بأن 11,078 من سكان غزة قتلوا في ضربات جوية وقصف مدفعي منذ السابع من تشرين الأول، نحو 40 بالمئة منهم أطفال.
وذكرت إسرائيل أنها زادت عدد الأماكن التي قالت إنها ستوقف إطلاق النار فيها لعدة ساعات في كل مرة حتى يتمكن سكان غزة من التحرك جنوبا، وقال متحدث عسكري إن الأيام الثلاثة الماضية شهدت إجلاء ما لا يقل عن 150 ألف شخص.

وعلقت حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين على البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت أمس السبت في الرياض، لبحث الوضع في الأراضي الفلسطينية.

وقالت الحركة في بيان لها اليوم الأحد: “صيغ (الإدانة) و(المطالبة) و(الدعوة) التي ضج بها البيان الختامي توحي وكأن البيان صادر عن هيئة غير ذي صلة بما يجري من مجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، لا عن اجتماع 57 دولة، بدت من خلال بيانها وكأنها لا تملك شيئاً، ولا تقوى على شيء، سوى المناشدة والمطالبة”.

وأضافت: “يعكس البيان الختامي تنصل الدول العربية والإسلامية مجتمعة من مهامها والنأي بنفسها عن واجبها في حماية الأمن القومي العربي والإسلامي، والتخلي عن فلسطين وأهلها للكيان الصهيوني ورعاته الغربيين”.

وعبرت الحركة عن استغرابها الشديد “لما ورد في البيان الختامي لجهة التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002، والتذكير بأن الشرط المسبق للسلام مع تل أبيب وإقامة علاقات طبيعية معها هو إنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية”، ولا سيما في ظل هرولة بعض الأنظمة العربية إلى التطبيع مع الكيان”.

وقالت: “ربما كان البيان ليكتسب شيئا من المصدقية لو بادرت الدول العربية والإسلامية المطبعة مع الكيان إلى قطع علاقاتها معه، أسوة ببعض دول أمريكا اللاتينية التي لا تربطها بفلسطين وشعبها لا العروبة ولا الإسلام”.

وختمت: “ما ورد من مقررات في البيان الختامي يرسل إلى الأمة العربية والإسلامية رسالة مفادها أن هذه الأنظمة باتت عاجزة عن حماية شعوبها وعن الدفاع عن مقدسات الأمة، وأن شعوبها متروكة لقمة سائغة للكيان الصهيوني وللإدارة الأمريكية”.

المصدر :وكالات

اترك رد