ضفافُ الأبديّة….ناهد بدران

منبر العراق الحر :
لمْ يمت ..
قسّمَ أنفاسَهُ إلى بضعِ حصصٍ و غاب
و ما زلتُ بالدّمعِ أسقي حصّتي
لأقتاتَ من عرقِ نبضه ..
لم أتشرنقْ إلّا من ظلالي
و إذا تبعتُ ظلَّ أحدٍ
سيكونُ ظلّ والدي الّذي ينتظرني
عندَ ضفافِ الأبديّة لنغيرَ لونَ الحبر
الأزرق على ضفافِ نأي نازفِ الوريد
ذاك الغارقُ في غيابٍ يسكنُهُ الحضور
كلّ ليلةٍ يمدّ كفّه ..
لم يزلْ دافئاً … !!
يوكّلُ اللّيلَ كي يمسحَ آثارَ حزنه
الدّاكنِ عن أرصفةِ البوح
لا زالَ يكتبُني عندما أكتبه
يهاتفني ..! تومضُ شاشةَ قلبي
أسمعُ صوتَهُ يتلقّفُ سؤالي المبحوح
أيناك .. ؟ حصّتي تقاسمْتُها مع وريثٍ
غيرِ شرعي فلم تعد تبلُ أوردتي ..
أنت لا تعلمُ شيئاً عن مروجِ الحلمِ اليابسة
خلفَ تأويلِ غيمةٍ عاقر
كنتَ تحلمَ أن تكونَ ابنتكَ شاعرة
حتّى تذرفَ القصيدةَ حرفاً .. حرفاً
كلّما مسحَ نيسانُ دموعَ غيماتِه …
ها أنا ذا أقودُ مركبي بلا أشرعة
تصفعُني الرّيحُ .. أهديْها نسائمَ قافيتي
تلين على كفّي و تهذّبُ الأمواج
تغنّي لابنةِ البحرِ الرّاقدةِ في أصدافِه
“ثمّةَ حزنٌ مقدسٌ دعيهِ يعبرُ أنَّى يشاء”.
ناهد بدران

اترك رد