منبر العراق الحر :
شن الطيران الإسرائيلي، صباح اليوم الثلثاء، غارات على مناطق عدة في غرب ووسط قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن مدفعية الجيش الاسرائيلي استهدفت شرق مخيم البريج وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأفاد مسؤولون بقطاع الصحة في غزة بأن 20 فلسطينيا قتلوا في غارات جوية إسرائيلية على رفح ووسط القطاع في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلثاء.
وقال المسؤولون إن 14 شخصا قتلوا وأصيب عشرات في ضربات أصابت عدة منازل بمدينة رفح في جنوب غزة بالقرب من الحدود المصرية، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني.
وأضافوا أن ستة آخرين قتلوا في ضربة جوية على منزل بمخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة.
وفي دير البلح، وهي بلدة تقع في وسط القطاع على بعد حوالي 14 كيلومترا جنوبي مدينة غزة، اختلطت أصوات الانفجارات مع الرعد، وزادت الأمطار من بؤس الأسر النازحة في المخيمات.
وقال شعبان عبد الرؤوف، وهو أب لخمسة أطفال في دير البلح، عبر أحد تطبيقات الدردشة: “لم نعد قادرين على التمييز بين أصوات الرعد والقصف… كنا ننتظر المطر وندعو الله إذا تأخر. اليوم ندعو أن لا تمطر. النازحون لديهم ما يكفي من البؤس”.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بغرق خيام النازحين في دير البلح وسط قطاع غزة جراء الأمطار الغزيرة.
ووفق وكالة الانباء الفلسطينية، تشهد غزة اليوم منخفضا جويا مصحوبا بعواصف وأمطار غزيرة.
فيما ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي نقلا عن مصادره أن أطراف المفاوضات في الدوحة اقترحوا بعض التنازلات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع بشكل مباشر على سير المفاوضات أن “الجانبين توصلا إلى بعض التنازلات والاستعداد للتفاوض”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للموقع إن المفاوضين الإسرائيليين سيبقون في الدوحة لمواصلة المحادثات التفصيلية مع الوسطاء القطريين والمصريين، وقد تستغرق الجولة الحالية أسبوعين على الأقل.
ولفت مسؤولون إسرائيليون إلى أنه لا تزال هناك فجوات بين الطرفين، لكن رد حماس اقترب من الإطار الأصلي وسمح للمفاوضات بالتقدم نحو التوصل إلى تفاصيل الاتفاق.
وتضمن الإطار الأمريكي إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني، من بينهم 15 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين، مقابل 40 رهينة.
وتضمن رد حماس الذي قدمته يوم الخميس الماضي إطلاق سراح 950 سجينا، من بينهم 150 يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة.
وبحسب “أكسيوس” فإن “حماس” تريد اختيار الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، وخاصة أولئك الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة. في حين إسرائيل ترفض هذا الطلب بحسب مسؤولين إسرائيليين.
بالمقابل تطالب إسرائيل بالحصول مسبقا على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء وترحيل الأسرى المفرج عنهم إلى دولة أخرى. الأمر الذي رفضته حماس
لكن الأمر الأكثر أهمية هو مطالبة حماس بأن ينسحب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي أنشأه جنوب مدينة غزة، والذي يمنع عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
والنقطة الشائكة الأخرى هي مطالبة حماس بأن تتضمن المرحلة التالية من الصفقة وقفا دائما لإطلاق النار.
يذكر أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أرجأ الأسبوع الماضي اجتماعا لمجلس الوزراء لمناقشة تفويض فريق المفاوضات الإسرائيلي لعدة أيام.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه قام يوم الأحد بتضييق نطاق التفويض الذي طلبه المفاوضون في محادثات الرهائن ووضع خطوط حمراء أكثر صرامة لما يمكنهم قبوله في المفاوضات.
وقال مسؤول إسرائيلي إن البعض في فريق المفاوضات الإسرائيلي يشعرون بالقلق من أن الخطوط الحمراء التي وضعها نتنياهو ستجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة، لكن مدير الموساد ديفيد بارنيا، الذي يرأس الفريق، يعتقد أن الأمر لا يزال قابلا للتنفيذ.
كما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن جميع سكان غزة يعانون من “مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد” مشددا على ضرورة زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في الفيليبين اليوم الثلاثاء، حيث يجري زيارة رسمية: “بحسب أكثر المعايير الموثوقة يعاني 100% من سكان غزة من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو”.
وتأتي تصريحات بلينكن عشية زيارة له إلى الشرق الأوسط، تشمل السعودية ومصر، لمناقشة جهود التوصل لوقف لإطلاق النار وزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي تقييم للأمن الغذائي نشرته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة الاثنين، حذرت الهيئة الدولية من وضع غذائي “كارثي” لنصف سكان القطاع ومن مجاعة “وشيكة”.
ودعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات من دون قيود إلى القطاع المحاصر قائلا إن “الوقت يداهم”.
المصدر: أكسيوس—وكالات—ا ف ب