ضياع …..براءة الأيوبي- لبنان

منبر العراق الحر :
تائهة أنا بين دهاليز الخَفقِ وجنون الروح.
أتطاير فراشة بين المتاهات… وأعتنق حيرتي مذهباً في الحياة.
أتوارى عن تعبي داخل شرنقة السكون، ولا أجد سوى صفحاتٍ أصبّ عليها جامَ ضعفي.
أنتفض ثورةً، وأخرج بكامل عنادي، لأنظمَ نثراً يعصفُ غضباً، ألقاً، وحنينا.
في كل مرّة، أحمل نبضي في جعبتي، وأسارع الخُطى نحو دفاتري..
ما اخترتُ يوماً الحروفَ مقصداً لارتحالي ، ولكني، على حين خوفٍ، لا أعثر على هدأتي إلا بين
ثناياها وخلف زوايا السطور.
أراني تلك الأنثى التي تشدّها الوَحدة، وترتدي سكينتها وشاحاً حريرياً.
مع كل ترنيمةٍ للروح، أستحيل قيثارة تترنم على ضفاف الحلُم.
وعندما يعتنقني التمرُّد، أحزم أمتعتي العاطفية، وأرتحل إلى جزيرتي القابعة هناك بعيداً ، خلف
ضباب الروح….
أبكي، أضحك، أتلاشى خلف النهَدات… وحين ينسج السلام خيوطه حول أوردتي، أعود بكامل
أناقتي، وكأن شيئاً لم يكن.
كم أنا خريفية!!!
يشبهني الخريف…
بتقلباته، بتردداته، بحزنه الصامت، وهطله الرقيق…
يشبهني، بارتعاشة وريقاته الذابلة، بهذيانه، وجنونه…
أراه في سَكَناتي يترقرق عَبراتٍ بين الأوردة، ويتمثَّل ابتساماتٍ هزيلة على أنسجة الروح.
كم ذاتي منهكة!!!
كل يوم، يحمل إليّ الكثير من التقلبات، والدهشات… والمزيد من البراكين الملتهبة، وحبات المطر
الحزين…
فأغدو، في حضرة الحنين… تلك الأنثى المدلّلة، التي أتت بجنونها وجموحها، لتخطَّ هواجسها
خربشات على ضفاف الصمت، وتعبر نحو الحلم بمركبٍ من كلمات.

اترك رد