منبر العراق الحر :
الأيام تتصدع كل لحظة
وأنت جالس تتأمل حياتك
وأوجاع الآخرين من ثقب إبرة..
يأتي الغرباء على عجل أحياناً ويغادرون،
ولأنك تجرعت مرارة الفقد
تقرر من تلقاء نفسك تأملهم وهم يمضون
ليس لأن ثمة حكمة ترجى من الأمر..
لكن، لا يزال هناك خطوات تدق في صدرك
كلما حاولت النوم،
خطوات تدّق في النعش الأليم
لحياتك.
أغادر دائماً حين تينع لحظاتي
حين يأتي الضوء الأخضر مزيحاً الستائر
ويأخذ الحزن
شكل مصباح صغير
حين تولد موسيقاي الخاصة
من أكثر الأعين المحبة..
الحُب دائماً ما يستغرق وقتاً للبدأ
لكن لمغادرته
تحتاج عمراً.
بعد ساعات طويلة
من استغراقي الكامل في منام
انهض بخطى حثيثة
وأتساءل كيف بإمكان المرء الوقوع في
الحب مع نسخة خلقها بنفسه؟
الرجل الذي يأتي لمواساتي في الحلم
يمنحني حباً لا مشروطا
يأتي لمعانقتي. عندما تدس الأيام سماً في جيبي
منذ عامين أو أكثر
يغزل لأجلي عالماً وردياً كامناً
بالأمس قال لي انتهينا/
كيف بإمكان الإنسان حفر جورة لنفسه
والوقوع فيها
بكل هذا اللامبالاة.
على عجل تنتهي كل الأشياء
تفتح المرأة نافذتها وتتأمل
الهواء يداعب أفكارها، داخل زنزانتها
للحظات يأرجح طفلتها النائمة
في سرير جفنيها الناعستين..
ثمة ذّاكرة قصيرة تأسرها
لقد تناست قبل ذلك كل ما رمته في ذاكرتها
الطويلة
يحاول متعمداً احياء كل ذكرى
في أعماقها. هل كل هذا ليسترجع إليها لمستها
السحرية، أم محاولة منه
لقتلها؟
ناريمان حسن