في برّيّة الأمة….فاطمة منصور

منبر العراق الحر :
تائها مشى في برّيّة الأمة يشكو العطش والعتمة.
غريبا كان، تؤلمه سياط الريح،
وعواء ذئاب. يتوجع، لكن تلتهب أنامله شموعا تناجي نجمة لبست الليل ثوبا وتوارت خلف حجاب.
تحاصره قطعان ذئاب، غابات استبيحت من أبالسة ووحوش. مشى في العتمة، رام الخوف، أعزل إلا من أمل بالقبض على تلك النجمة
المتوارية وكانت كل حياته،
ومنتهى طموحه.
عبثا كان يبحث عنها، فأنّى له أن يجدها غير فريسة لذئاب
كاسرة؟
همسات طرقت نوافذ سمعه.
محببة يعرفها، فيها نبض عتاب وحب.
ناعمة همساتها،أنعشت فيه الأمل، حبيبته ومرامه. تحل عليه، تعاتبه لقصوره. رأته محبطا فناشدته أن يستعيد ذاته. قالت؛ انظر إليّ عارية إلا من حبك، اغتصب على قارعة الضوء، غريبة ووحيدة.
دم جديد ضجّ في عروقه، حبيبته عاش لها، أحبها مخلصا، كيف يفر من واجبه؟
مظلمة برية الأمة، مسارح لقطعان وحوش وشياطين
انتفض،استل بندقية كان قد خبأها يائسا في وحشة ليالي أمته.
بندقيته، رفيقته في مسيرة حبه، عايشت نشوته معانقا الحبيبة،الحلم.
مشى هذه المرة
وأطلق الرصاص،انهزمت الذئاب
فرّ الشياطين وخلت الساحة إلا منه
ورفاقا جاؤوا ليزفوه عريسا لمن
كانت حلما وصارت عروسا
وقضية.
فأخضرت برية الأمة للمرة الأولى فرحة بربيع ملؤه الحب
والحرية.
٦٨

اترك رد