البرْبوگ . . و . . الضَّروگ….. البروفيسور د. ضِيَاء وَاجِد المهنْدس

منبر العراق الحر :

البرْبوگ هِي كَلمَة سُومرِيَّة تُطْلِق على المرْأة الشَّاطرة ، وانْتَقل المصْطلح إِلى الأقْوام اَلتِي غزتْ العرَاق . وَلكِن أَغلَب النَّاس يعْتقدون أَنهَا شَتِيمَة أو كَلمَة فُشَار ، وَأَصبحَت تَعنِي المرْأة اللَّعوب أو العاهرة . .

وَاصَل البرْبوگ هُو كَعْب ( البسْتوْكة ) ( الإنَاء المصْنوع مِن الفخَّار) . وبالرَّغْم مِن كَونِه مِن فَخَّار الطِّين ، إِلَّا أَنَّه لَا يَغرَق عِنْد رَميِه بِالْمَاء ، وَهُو مَثَّل على الشَّخْص وَاسِع الحيلة ، ، يَعنِي مَدْح ، ، ويقال : ( إِنَّ البرْبوگ هُو قُرعَة اليقْطين اليابسة إِذَا سَقطَت فِي اَلْماء لَا تَغرَق ) . . . . والْمثل العراقيُّ اَلقدِيم يَقُول : ( بِرَبوگ لَا تَغرَق وَهْدان لَا يَمُوت ) . . ومعْنَاه كَلمَة وَهْدان هِي (الجبَان).

اَلمهِم ، ، أَمسَت مُفرَدَة البرْبوگ تُعبِّر عن المرْأة اَلتِي تَستخْدِم مَفاتِن جسدهَا فِي اَلحُصول على مَنافِع . . لَيسَت سُلطَة البرابيگ وَلِيدَة اليوْم ، بل تَمتَد إِلى أَكثَر مِن نِصْف قَرْن وَلَكنهَا أَصبَحت ظَاهِرة مُنْذ اِنتِشار وَسائِل التَّواصل الاجْتماعيِّ .

فِي مِصْر ، كَانَت الرَّاقصة سُهير زَكِي فِي قِمَّة مجْدهَا ، ، بِالتَّحْديد عام 1982 ، حدث دَاخِل مَبنَى الإذاعة والتِّلفزْيون فِي القاهرة عِنْد شُبَّاك تَوزِيع الرَّواتب وَاحِدة مِن ظَواهِر (سُلطَة البرْبوگ)!! وَقتُها ، ، ، كان العالم اَلمصْرِي اَلشهِير الدُّكْتور ( حَامِد جَوهَر ) الحاصل على جَائِزة الدَّوْلة التَّقْديريَّة ووسام الاسْتحْقاق مِن الطَّبَقة اَلأُولى ، وَهُو مُقدَّم البرْنامج اَلشهِير ( عَالَم البحَار ) ، وكثير كَانُوا يعْتقدون أَنَّه أَمرِيكي مُقيم بِمصْر !! ! !

عِنْدمَا ذهب العالم اَلجلِيل لِمبْنى الإذاعة والتِّلفزْيون لِيتقاضى راتبه اَلذِي لَا يَتَجاوَز 25 جُنَيْها ، عن تقْديمه لِحلقَات برْنامجه اَلشهِير ( عَالَم البحَار ) ووقْف عَالمِنا اَلجلِيل فِي طَابُور طويل يَنتَظِر دَورُه ، وبعْد مُرُور وَقْت طويل يَبعَث على الانْزعاج والْمَلل ، ظَهرَت سَيدَة تفيض جمالا وَأنُوثة وَتضَع نظَّاراتهَا السَّوْداء ، وتجاوزتْ الدَّوْر ووصلتْ إِلى شُبَّاك الخزَنة ، والْجميع يَلتَفِت إِليْهَا ويهمُّهم : دِي ( سُهير زَكِي ) )

وَيقِف الصَّرَّاف ، ويرحِّب بِهَا وبحرارة كَبِيرَة ويعْطيهَا 250 جُنَيْها ، لِتنْظر سُهير زَكِي لِلْمبْلغ بِكلِّ سُخْرِية ، فيعْلو صَوتُها مُعترضَة على ذَلِك المبْلغ قَائِلة : ( أنَا اُرقُص رُبْع سَاعَة بِالْملاليم دِي ؟ ؟ ؟ ! ! ) تَهامَس الحاضرون مُتبرِّمين مِن ردِّ فِعْل سُهير زَكِي ! ! ! . . لِيتدَخَّل الدُّكْتور حَامِد جَوهَر بِأسْلوبه اَلدمِث الرَّاقي المعهود و يَقُول لِسهيْر زَكِي : ( أنَا يَا أُسْتاذة أَحضَر مِن الإسْكنْدريَّة ، وأجْهز لِلْحلْقة قَبِلهَا بأيام و كُتُب ومراجع و مُدَّة الحلْقة نِصْف سَاعَة ويعْطونني خَمسَة وَعشرِين جُنَيْها . ! ! ! ) ، فالْتفتتْ إِلَيه سُهير زَكِي وقالتْ بِلهْجة حَادَّة : ( طَيِّب وَأنَا مَالِي مَا تَرُوح تَرقُص يَا أُسْتاذ ) المشْكلة إِلى الآن فِي مِصْر مازال الرَّقْص بِكلِّ أنْواعه يَتَفوَّق على العلْم والْأَدب والْهنْدسة . ! ! ! ! ! !

تَذكرَت هَذِه اَلقِصة ، وَأنَا أُتَابِع فِيدْيو لِإحْدى البرابيگ ذَوَات الانْتفاخات السَّليكونيَّة وَهِي تُهدِّد السِّياسيِّين والْقيادات العسْكريَّة والْأمْنيَّة بِأنَّهَا : ( لَولَا بَعْض الرُّؤساء والْمسْؤولين مِن أصْدقائهَا لَهزَت عُرُوش وقلبتْ البلد على رُؤوسِنَا ) . . تَقُول خَاچية 🙁 البرْبوك مِثْل الضَّروگ) لَان ,الضَّروگ لَا قِيمة بِحجْمه ولَا بِشكْله، وَلَكنَّه عِنْدمَا يَكثُر ويتكَتَّل يُصْبِح مُشْكِلة كَبِيرَة فِي تنْظيفه . .

اللَّهمَّ اِحْفظْنَا مِن البرابيگ . .

وأبْعدنَا عن السِّياسيِّين واللُّواحيگ

 

 

اترك رد