عتبة التاريخ ….كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :
أنــتِ يا روحي تَعالي ثمَّ روحي
أنـتِ يـا أعـلى جبالاً في سفوحي
يــا فــناراتُ الــهَوى وجــهُ المَرايا
مــا لهذا الشعرُ لا يَشفي جُروحي
إلــهــذا الــحدّ جــاوزتِ حِــدودي
وَرسَــمتي آهَتي فوقَ سطوحي
نــــظــرةٌ منكِ شــفــاءٌ عــاجــلٌ
فانْظري للغيمِ لو غابَتْ صروحي
أيُّ ثغرٍ يا تُرى زاكٍ مُزكّى
يزهرُ الكونَ بأنفاسِ المليحِ
فتــمــاديتِ بصدٍّ وابتعادٍ
ليتَ عـطراً مِـنكِ بـاقٍ لــم يــفوحِ
أنــتِ طــوَّقتِ نَــجاتي في نطاقٍ
تــاهَ في هيفٍ ولَمْ أبلغْ طموحي
فــامـنَحيني فــرصــةً ثــمَّ اعــدلي
أكثرُ الاخطاءَ في أمرٍ شحيحِ
لــيتكِ تــدرينَ مــا طــوقَ نجاتي
ذلــكَ الــخصرُ الــذي فتَّ قروحي
كــوني مــا شئتِ سُليمى أو رُقيا
مِــن بَــني أحــمدَ أو آل الــمسيحِ
إنــــمــا الإنــــســانُ طــيــنٌ لازبٌ
حــمأٌ مــسنونُ مــن نــفسٍ وروحِ
منبعُ الإســـلامِ نهرٌ واحــدٌ
سنّهُ القبلُ ومن بعدٍ لنوحِ
مَلِكٌ امْشي على هامِ زماني
فاذكريني أينَ ما كُنتِ ونوحي
ثمَّ قولي للَّذي أمْسى يُمنّي
سافحاً سفّاحُ أدنى مِن سفيحِ
أي أرضٍ فيها كربٌ و ابتلاءٌ
تَعتلي الفوقَ بفوقٍ في وضوحِ
فيها عزٌ وإباءٌ وشموخٌ
تَستَقي الآمالَ مِن نحرِ الذبيحِ
أنّني طيرٌ فهلْ مِن ريشةٍ
أنا لا أَعْلو وَلكنْ في نِزوحي
قَدْ تَساوَت غُربتي هَجري بَقائي
ساحَت الأرضُ بميداني وَسوحي
ذلكَ السجيلُ قَدْ جاءَ مداداً
للذي مَذكور فينا بالصَريحِ
جدُّنا هذا ومَن ذا جدّكُم
يا ربيبَ الغدرِ والفعلِ القبيحِ
كالأبا بيلِ اذا أرمي برامٍ
سائلِ التأريخَ يَأتي بالصَحيحِ
هَــل عَــرفتِ الآنَ مــا سِــرِّ هَوانا
جــمــرةٌ تَــذكو بــأكتارِ جــروحي
دَمــعتي تَــجري فــهَلْ مِــن رحمةٍ
قــلــبُك الــملتاعُ أســرارُ الــفتوحِ
فــصــراعُ الــدهرِ مــازال يجاري
عتبةَ التأريخ في متنِ الشروحِ
كريم خلف الغالبي

اترك رد