كلاب ولكن كالبشر!! احمد الحاج

منبر العراق الحر :
لا شك أن الحياة الشرق أوسطية المريرة قد علمتنا الكثير، ومما علمتنا إياه هو أن بعض الكلاب تشبه البشر تماما فمنهم الأوفياء والأخيار،ومنهم المسعورون والأشرار، ففي العام ما قبل الأخير من أعوام الحصار الامريكي الغاشم للعراق والتي استمرت 13 عاما متتالية ما بين 1990-2003 ما أسفرعن وفاة مليون وربع المليون عراقي ظلما وعدوانا بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء،ومن جراء تلوث الماء بفعل دخان مصافي النفط المشتعلة واليورانيوم المنضب والفسفور الابيض الأمريكي أسوة بالهواء،حدث أن أهداني أحد الأقارب كلبا صغيرا من فصيلة الـ Wolf dog وذلك لتأمين منزلي ولا سيما ليلا وحمايته من اللصوص والدخلاء بعد أن كثرت ظواهر سرقة قناني الغاز، وواتر بمبات وماطورات المبردات اضافة الى سرقة بطاريات وإطارات السيارات أسوة بالدراجات الهوائية والبخارية المصفوفة في الباحات الخلفية والأمامية ، بل ووصل الحال الى سرقة الملابس المنشورة على حبال الغسيل في أسطح المنازل وحدائقها إن وجدت ولاغرو بأن ذلك كله إنما يمثل جزءا يسيرا من أهداف الحصار الأمريكي الخانق بعيدة المدى ليبيع بعض ضعاف النفوس وبضغط الفقر والعوز والفاقة ضمائرهم، ولتسوء أخلاقهم،وليسرقوا أبناء جلدتهم،وليحوسموا دوائرهم ومؤسساتهم،ولينهبوا مدارسهم ومستشفياتهم ،وليهربوا ثرواتهم وآثارهم، ولينهش بعضهم بعضا،وليجس بعضهم على بعض،وليبيع بعض المدرسين للطلبة الكسالى أسئلتهم، وبعض القضاة لسقط المتاع عدالتهم، وليبيع بعض الموظفين للراشين والمرتشين والرائشين أمانتهم، وليغش التاجر بضاعته، وليتلاعب البائع بميزانه ومكياله ونزاهته، وليستقبل بعضهم الغزاة المحتلين بالورود والرياحين بدلا من استقبالهم بالأحذية قياس 44، وهكذا دواليك وبما نتلمسه ونعانيه ونسمع به يوميا طيلة 20 عاما أعقبت الاحتلال الغاشم للعراق والحبل على الجرار ما لم يُعدل الميزان المائل، ويُقَومُ المسار المعوج !
شب الكلب “روكي” كما أطلقت عليه يومها -فيكة -عن الطوق ليزداد وزنه ويكبر حجمه بسرعة غير متوقعة بفعل كم العظام المتأتية ببذخ من المكب التابع لمطعم الدجاج المشوي القريب حتى أصبح روكي مرعب المنطقة بحق وقد كان وعلى ما يبدو معجبا بصوته فكان ينبح طوال الليل والنهار من دون كلل ولا ملل وكنت أضطر الى إدخال أصدقائي وأقاربي من الباب الخلفي تحاشيا لهجوم روكي المفاجىء وبما قد لا تحمد عقباه، في محاكاة لسلسلة أفلام “روكي بالبوا ” الملاكم والتي كان سيلفستر ستالون، قد ضحك بها على ذقوننا بين عامي 1976 -2018 على خطى “سلسلة أفلام رامبو” بين عامي 1982 – 2019 وكلاهما كان يهدف الى استعراض قوة الامريكي الأبيض المتفوق الذي لا يقهر،إلا أن أخشى ما كنت أخشاه حقيقة هو أن أضطر وفي حال عقر روكي المدلل أحد -أشقياء-المنطقة المعروفين بخستهم ودناءتهم أبا عن جد،أن أؤبن الضحية بـبيتين شهيرين لا يستحقهما البتة لأتوسط الجموع متظاهرا بالحزن العميق وفي قلبي فرح غامر لخلاص المنطقة من أحد مدمني – الزحلاوي- وكل أنواع الشرور والرذائل والموبقات المعروفة وغير المعروفة آنذاك قائلا :
لا تأسفنّ على غدر الزّمان لطالما ..رقصت على جثث الأسود كلاب
لاتحسبنّ برقصها تعلو على أسيادها..تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
يومها لم يكن مسموحا بما يسمى بـ الفصول القبلية ولا الدكات العشائرية وإلا لكان -عشاق الفصول- والمعتاشون عليها من بعض شيوخ الثريد والصدفة وقد ألقوا بأبنائهم وأحفادهم عمدا أمام روكي كما يلقونهم اليوم أمام المركبات والعجلات المارة طمعا بـ الدية والفصلية التي ستعقب الحادث المفبرك ولن ينفع حينها وكما هو حاصل في أيامنا المعاشة أن أترنم بين أيديهم بكل كلمات الاعتذار المعروفة حول العالم لأن هدفهم المبيت عن قصد وسوء نية هو الدينار والدولار،وليس قصائد الأسف،ولا دواوين الاعتذار !
في بداية العام 2004 فوجئنا بسرية راجلة من جنود المارينز وهم يقومون بتفتيش المنازل القريبة بحثا عن الأسلحة ولم يبق سوى منزل جاري الملاصق ليأتي الدورعلى منزلنا لا محالة وعلى قول البغادة “إذا حلقوا لحية جارك، فصوبن لحيتك أغاتي”،سرحت بخيالي الخصب لدقائق معدودة متوهما وقوع معركة – علمين – شرسة سيتصاعد غبارها ليملأ الأجواء ولاريب بين روكي العراقي من أصول ألمانية، وبين جيش الاحتلال الامريكي لتنتهي إما بفرار عناصر المارينز من المنطقة خوفا من روكي البطل أو بمصرعه برصاص بنادقهم الآلية، وفي كلا الحالتين سيتحول روكي الى أيقونة نضالية لا أستبعد من إقامة نصب برونزي له بتشجيع من مختار محلتنا المتأثر كثيرا بمجلة”الرجل الخارق “الصادرة عن دار الرافدين للنشر منذ عام 1988،والتي مايزال أحد عناوينها الرئيسة على غلاف العدد 147 عالقا في ذهني”لم تعد الأرض تسعنا نحن الاثنين،سأقوم بابادتك أيها الرجل الخارق !”ليتوسط النصب منطقتنا على غرار نظيره المنصوب للقط التركي الشهير”تومبيلي” في اسطنبول،
وتقليدا لتمثال كلب الراعي الآسيوي المصنوع من الذهب الخالص بطول 15 مترا في تركمانستان وقد نصب بأوامر مباشرة من الرئيس قربان محمدوف، تقديرا لقيم الاحترام والشرف والشجاعة والقلب الودود وفقا لبيان الافتتاح الذي حضره جمع غفير من المواطنين والمسؤولين،أو محاكاة لنصب الكلب الياباني الشهير”هاتشيكو”وقد ظل ينتظر صاحبه البروفيسور الزراعي أوينو هيديسابورو، بعد وفاته عام 1925 لسبع سنين متواصلة في محطة القطار التي ودعه آخر مرة فيها على أمل عودته ولكن من دون جدوى حتى مات الكلب الوفي أخيرا فأقيم له نصبان،الأول في كلية الزراعة بجامعة طوكيو،والثاني في محطة شيبويا للقطارات تكريما لأكثر الكلاب وفاء حول العالم !
تجمهر جنود المارينز أمام الباب الخارجي لمنزلنا إلا أن روكي لم ينبح كعادته..ركلوا الباب ودخلوا من دون استئذان ” = روكي صاموط لاموط “، وصلوا الى الطارمة “= روكي لا حس ولا نفس”،دخلوا الى غرفة الاستقبال،الى غرف النوم، الى المطبخ ، فتشوا، نقبوا،عبثوا،صادروا بندقية الصيد الوحيدة التي استعرتها من الجيران تحسبا لطوارىء الزمان، وروكي مصر على السكوت وعدم النباح إطلاقا،وعندما هموا بالخروج صعقت بمنظر روكي الشرس الذي لم يبق عراقيا قط من أبناء وبنات المحلة الفقراء والمحاصرين أمريكيا بذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل ” – لا وجود لها – تهدد الكيان الصهيوني ودول الجوار الاقليمي بالفناء والمسح من الخارطة بحسب الدعايات البوشية والكولن باولية والتوني بليرية والبرادعية والجلبية المضللة مع صمت جامعة الدول العربية بالتزامن مع – نباح- مجلس الأمن الدولي المتواصل الذي يصم الأذان” إلا وقد نبح عليه، وإذا بـ روكي وهو يلعب مع الجنود الأميركان مسرورا،ويهز بذيله أمامهم توددا وكأنه قد عثر أخيرا على أبناء جلدته وعلى نظراء من فصيلته ليحن الى أصله،والعِرقُ وكما يقولون على الدوام دساس، هنا لم أجد بدا من استدعاء أبيات تليق بوصف هذا الموقف المثير للدهشة يقول فيها الامام الشافعي :
يمشي الفقير وكل شيء ضده…والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه ممقوتا وليس بمذنب…ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأته مقبلاً…نبحت عليه وكشرت أنيابها
وإذا رأت يوماً غنياً ماشياً…حنت إليه وحركت أذنابها
ولاريب أن للكلاب التي قيل فيها”أجع كلبك يتبعك”والجيش الامريكي قصصا طويلة بدأت منذ الحرب العالمية الثانية فيما يخدم بين قواتها المسلحة حاليا نحو 2500 كلب ،بينها 700 مجهزة للخدمة خارج الأراضي الأمريكية وفقا لموقع “جرومز منز سنترال”وكانت بعض الصور التي نشرت عن فضائح سجن أبو غريب الشهيرة قد أظهرت سجناء عراقيين تحيط بهم الكلاب البوليسية المدربة وتعقرهم ،وهي ذات الطريقة اللا انسانية التي اقتبسها الجنود الصهاينة من أساتذتهم أو أساتيذهم الاميركان ولاسيما تلك التي تسربت عبر مقطع فيديو من كاميرا مثبتة موضوعة على ظهر كلب تابع للشرطة الصهيونية، وقد أظهرت الكلب وهو يهاجم امرأة فلسطينية اسمها دولت عبد الله الطناني(70 عاما) بوحشية قل نظيرها داخل منزلها في مخيم جباليا بعد أن رفضت مغادرة منزلها هناك ،وكما أن الحكومة الأمريكية لم تعوض الضحايا العراقيين في سجن أبو غريب أو في أية سجون أخرى كانت تديرها وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، برغم تعهد بوش الكذوب بالتعويض بحسب صحيفة الغارديان، فكذلك فإن الكيان المسخ لن يعوض أحدا من الفلسطينيين قط !
وسبق أن نعى مسؤولون صهاينة بضمنهم رئيس الوزراء السابق يائير لبيد، اضافة الى وسائل إعلام اسرئيلية مهمة عام 2022 بمزيد من الحزن والأسى الكلب البلجيكي “مالينو زيلي”البالغ من العمر 9 أعوام، وهو كلب تابع لوحدة “اليمام”، يستخدمه الجيش خلال عمليات الاقتحام وقد قضى”زيلي” بعملية اقتحام في نابلس ليدفن في مقبرة”كلاب الوحدة”المخصصة للكلاب المقاتلة”، وفقا ليورو نيوز، وعندما يبالغ الكيان المسخ بنعي كلب تابع له مقابل صمته المطبق إزاء استشهاد الآف مؤلفة من الفلسطينيين الأبطال بقنابله وترسانته الامريكية المحرمة دوليا فإنما يؤشر ذلك الى حجم الغطرسة والإجرام والفكر العفن الذي يعتمل في صدور الصهاينة ، ويعشعش في عقولهم، ويملأ نشرات إعلامهم ، ورفوف مكتباتهم ، وصفحات كتبهم !
ومعلوم بأن إعلام الكيان الكذوب وكلما فاحت روائح جرائمه اللا إنسانية النكراء فإنه يأتي بخبر له علاقة ما بالموضوع ليقلبه بالمعكوس تعزيزا لما يسمى بـ المظلومية التاريخية لليهود والتي قد اعتاشوا وما زالوا يعتاشون عليها ، فعندما انتشرت أخبار اعتداءات كلابهم البوليسية المدربة على الأسرى والسجناء والأبرياء لفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، مقابل مقطع “كلب الأسيرة” المحررة بعملية تبادل الرهائن التي جرت أثناء الهدنة الماضية ،حيث ظهر الكلب المدلل بمعية صاحبته وهما بكامل الصحة وبموفور العافية ، أمام الكاميرات ما أوقع النتن جدا ياهو وحكومته في حيرة فما كان من إعلام الكيان وبغية صرف الأنظار عن الواقعة إلا أن أشاعوا خبرا مفاده بأن”1000 كلب ضال قد تسلل من قطاع غزة الى المستوطنات الاسرائيلية ليهاجموا الحيوانات البرية والأليفة فضلا على الجنود”بحسب قناة “i24 News” الإسرائيلية !
ومن الأبيات الشهيرة التي تختزنها الذاكرة العربية،ما وصف به شاعر العراق الوطني معروف عبد الغني الرصافي ، الاذناب والذيول للاجنبي، سواء أكان هذا الاجنبي شرقيا أو غربيا قائلا :
كلابٌ للأجانبِ همْ ولكنْ …على أبناءِ جلدتهمْ أسودُ
وليس الإنكليز بُمنقذينا …وإن كُتبت لنا منهم عهود

وفي ذلك قال الحكماء قديما :
من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن،وأضيف أو ” كلب غبي”، فالكلبة براقش التي ضُربت بها الأمثال كانت من الغباء بمكان لتنبح ومن دون الحاجة الى النباح على عصابة لقطاع الطرق كانت قد مرت بسلام بالقرب من ديار قومها الآمنين من دون أن تنتبه لوجودهم إلا أن نباح براقش الاستعراضي المتواصل قد أثار انتباههم فأغاروا على القبيلة وسرقوا متاعها وأموالها وفتكوا بأفرادها وأبادوهم عن بكرة أبيهم ولم نتج براقش بدورها من القتل أيضا حتى قيل في الأمثال العربية “على نفسها-وعلى قومها- جنت براقش”،ومن الحكم أيضا قولهم “جيش من الكلاب يقوده أسد، خير ألف مرة من جيش من الأسود يقوده كلب” .

ولاشك أن كلاب الكيان الصهيوني المدربة على القتل والفتك والتنكيل بالمدنيين والأبرياء العزل تأتي على النقيض تماما من ما يسمى بـ(الأبطال المجهولين)التي تكنى بها فرق الكلاب البوليسية المدربة والمزود بنظام الـ (GPS) والتي تعد الأفضل في عمليات البحث والانقاذ للاشخاص المحاصرين أوالعالقين في الثلوج أو تحت الأنقاض عقب وقوع الزلازل والفيضانات والأعاصير المدمرة فهذه الكلاب المدربة قادرة على شم رائحة العالقين وسماع أضعف الأصوات بما يساعد على انتشالهم قبل فوات الآوان، ويعد فريق الكلاب التشيلي كذلك فريق كلاب الإنقاذ المكسيكي من أكثرها شهرة حول العالم وقد أسهمت هذه الكلاب الشجاعة الوفية بانقاذ حياة المئات من الضحايا وبالأخص في تركيا وسوريا بعيد سلسلة من الزلازل والهزات الأرضية المدمرة .
السينما العالمية بدورها قدمت لنا عشرات الأفلام المهمة التي أدت الكلابدور البطولة شبه المطلقة فيها ومن أشهرها فيلم “توغو”وهو من انتاج عام 2019،كذلك فيلم “نداء البرية” من انتاج عام 2020،وفيلم “هاتشي : حكاية كلب”انتاج عام 2009 ،وفيلم “عصابة الكلاب” انتاج عام 1972، وفيلم”Eight Below من انتاج عام 2005 وغيرها الكثير .
في فرنسا تعد “الصورة المثالية لأي رئيس فرنسي هو أن يكون له أسرة وزوجة وأطفال و..كلب”حتى أصبح الكلب رفيقًا إلزاميًا لقاطني قصر الإليزيه منذ عهد الرئيس جورج بومبيدو،بحسب اذاعة مونت كارلو .
أما عن أشهر الكلاب في التاريخ فهي واضافة الى كلب أصحاب الكهف: “وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ” ،
، تأتي الكلبة الروسية المشردة”لايكا”التي أطلقت على متن المركبة الفضائية سبوتنيك 1 سنة 1957 لتصبح بذلك أول كائن أرضي يدور في الفضاء الخارجي، أعقبها اطلاق الكلبتين “ستريلكا وبيلكا “على متن صاروخ سبوتنيك في آب/ 1960 .
ومن أشهر الكلاب كلبة الزعيم النازي أدولف هتلر،وهي من الفصيلة المعروفة “بلوندي” والتي كان قد أمر طبيبه الخاص قبيل انتحاره في 29 نيسان/ 1945 بقتلها وصغارها بكبسولات السيانيد السامة !
ولعل من أشهر قصائد الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم ،التي نظمها عام 1952هي قصيدة “كلب الست “وقد تناول فيها قصة طالب في كلية الفنون الجميلة اسمه إسماعيل كان قد تعرض الى هجوم شرس من كلب يدعى” فوكس”بعد أن وثب عليه انطلاقا من فيلا أم كلثوم بمنطقة الزمالك ، القصيدة التي انتشرت كالنار في الهشيم قد أغضبت أم كلثوم كثيرا فتوعدت بهجم بيت نجم ليرد عليها الصحفي جليل البنداري،قائلا ” بأن من نظم القصيدة فقير معدم وليس له بيت أصلا”، فقالت له سأشرده إذا، فرد عليها”إنه شاعر مشرد أصلا “.
اليوم وعندما أقرأ وأطالع عشرات الأخبار التي تتحدث عن كلاب الملوك والرؤساء والأمراء والمشاهير المدللة، وعن مسابقات جمال الكلاب،وإهداءات الكلاب وأخيرها وليس آخرها إهداء زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، كلبين من “سلالة بونجسان” المعروفة بمهاراتها في الصيد إلى ضيفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء زيارة الأخير الى العاصمة الكورية بيونغ يانغ، وعندما أقرأ عن كلاب ترث أصحابها وأشهرهم الكلبة ” لولو” البالغة من العمر 8 سنين وهي من فصيلة “بوردر كولي”، وقد ورثت ما يقرب من خمسة ملايين دولار من صاحبها رجل الأعمال الأمريكي بيل دوريس، وفقا لموقع “فوكس نيوز” ، علاوة على مزادات الأنواع النادرة من الكلاب،وفنادق الكلاب،وحمامات الكلاب،ومطاعم الكلاب، وصالونات حلاقة الكلاب، ومراكز تجميل الكلاب، وعيادات وصيدليات الكلاب،وما يسمى بـالاشخاص المتشبهين بالكلاب لايسعني إلا أن أستدعي تلكم الأبيات الخالدة التي تلخص أشكال الحرمان والفقر والجوع والفاقة والظلم وغياب العدالة الاجتماعية والتمايز الطبقي التي تعم الكوكب في عصر الركود والانكماش الاقتصادي حيث “أقوام تأكل لحوم الدجاج، والى جوارهم أقوام بجيوب فارغة تتلقى دخان الحروب، وتستنشق غبار التصحر، والعجاج”:
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً..وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ
وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ..وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ

أودعناكم أغاتي

اترك رد