منبرالعراق الحر :
لعل ما يطبع الساحة الثقافية الآن هو الثناء و المديح و المبالغة في الإطراء والاحتفاء بالكثير من الأعمال و الشخصيات الثقافية و الأدبية التي تسيطر على الوسط الثقافي بشكل ملفت وعلى جميع الأصعدة .. فلم نعد نرى نقادا أشداء ولا جمهورا عريضا ولا تصفيقات حارة للإبداع الحقيقي … إنما لكل شخصية جمهورها الخاص propre réseau social particulier ..
فلا نجد نقدا موضوعيا ولا تحليلا منطقيا للنصوص … كل ما يمكن أن نجده هو عبارات تبجيل فارغة والتبجح بصفات واهية تحت مسميات مغرية .. كالقراءات العاشقة، موضة العقد الأخير ..
هل يعقل أن تمنح صفة روائي لكاتب مبتدأ لم تصدر له أي مؤلفات ، و النموذج يسري على جميع الأصناف الأدبية وليس على جميع المثقفين ..
كل تلك العلاقات الثقافية المشبوهة تحث على عدم الموضوعية في منح كتاب حقيقيين فرصتهم في الإبداع .. كل تلك المجاملات هي ظلم عظيم في حق نصوص جميلة لفائدة إنشاءات كتابية لا تصنيف لها في الأدب.. ولا تعد غير نصوص مرتجلة أحيانا ، و أحيانا مجرد نصوص مرقعة من تاريخ أدباء عالميين أو عرب عرفوا المعنى السامي للأدب الإنساني و الإبداع والتفرد …
وإن كنا نبدي استياءنا المؤلم لما آلت إليه الثقافة من تفاصيل مخزية ، فلن نفلت فرصة التحدث عن مرتزقة الأدب الذين اجتاحوا مواقع التواصل الاجتماعي واجهزوا على نموذج المثقف الحقيقي … فاختلط الحابل بالنابل وصار كل من حارب الأمية مثقف .. وكل من أستسهل القافية شاعر ..
غابت الاختصاصات وغابت معها الجودة ثم اختفى التقدير …
مريم عبد المجيد بورداد