منبر العراق الحر :
بعد المساء
يقف الشارع خلف إشارات المرور ،
كطائر ورقي
في يد امرأة مشاغبة،
يعد وقع العابرين
يمحو ماتبقى من الحزن
المنسكب بين الممرات ،
في المواعيد الخاطئة
ويقدم للقلوب المنسية
على الأرصفة ،
رغيفا للحب ضائعا في زحام المدينة
ويُقرِئهم السلام .
▪︎▪︎▪︎ مع كل صباح
رجل يترك وجهه فوق الطاولة
في الركن المنسي للمقهى ،
ينتقي ملامح تشبهه ،
من وجوه الزبائن
يبحث عن ظل لاسمه ،
ليعبر كل مساء لسفر طويل
يبحث عن وطن لم يعد يعرفه ،
يطرح أسئلة كثيرة ..
الحقيقة مغيبة ،
السؤال جرح يمتد على الأرصفة
ويجوب الشوارع ،
جاهز لكل التأويلات
للقلق الخوف الاعتقاد الاسقاط
ببساطة مفتوح على كل الاجابات ،
في الصفوف الاخيرة .
▪︎▪︎▪︎ في شوراع المدينة
لاشيء معي ….
ارسم ابتسامة على الأرض ،
أشيع الحلم …
واشتهي هطولا تحت السماء
كل مافي الأمر كنت حزينة جدا ،
أجلس وحيدة في الحديقة
أحسب الوقت بالوقت ،
أحاول أن أسافر بقلبي في نزهة
نكاية في الحظ
وقع بين المقاعد ،
يعبر ملامح الآخرين
يشذب أطراف الوجع ،
يحمل الوجوه المنسية في الطرقات
بملامح متشابهة
تطرح أسئلة كثيرة عن الوقت ،
من يجيب ؟
ضباب يغطي المكان ،
غربة تدفع الجميع ليعانق الأرصفة
والسؤال جرح في منافي الغياب ،
يروي عطش العابرين للمحطات
رغيف خبز ناشف .
▪︎▪︎▪︎ يقول الوقت لامرأة مثلي ..!
لديها مايكفي من الفراغ
لتتمدد في بساتين الكتابة ،
.اغرسي وجه الحقيقة
في المرايا……
واركضي خارج الزمن
خفيفة كالحلم ،
كالخرافة كالوهم
فلا وقت للوقت …
أكنسي الحزن من دروب ،
تعبت من الركض ،
أرقبي سقوط الهاربين
من الحياة وهم يعلقُون ،
على نوافذ الأمنيات المصلوبة
في شوارع المدينة .
▪︎▪︎▪︎ في شوارع المدينة
أنا نساء أخريات يصرخن في صمتي ،
نتمرن على حمل أجسادنا ،
بلا هزيمة
في وجه الحياة ،
وننسل من أسامينا العائلية
ونضحك بهستريا ….!
نعلق صورنا على جدار المدينة
تتساقط أوراقنا،
محشوة بأسامي نساء أخريات
يكتبن بيد واحدة ،
الحزن المتكئ على السطور ،
يجمع ضفائر وخصلات
يمشطها على جهة النهر ،
المبللة بالدموع
ويحصي عدد الأصوات
التي غنت مواويلا ،
للألم الموشوم على الخاصرة.
▪︎▪︎▪︎ مابعد المنتصف ،
نكاية في الحظ
نفرغ رؤوسنا من المطارق
من المخاوف .
ونركض خارج الحياة ،
بيضاء موشومة أجنحتنا بالورد
نفتح الجراح المتعفنة،
ونشتهي احتراقا
ندور حولنا ،
ككل الدروايش
نراقب صعودنا ،
ونهوي كقطرة ماء
نشتهي هطولا تحت السماء
وننبت بسرب من الفراشات
تحترق على فساتيننا
ونرقص عكس الريح
تتنكر لنا أجسادنا
ويتسرب النمش الفضي
من أزرار أضلاعنا ،
لنساء اخريات يشبهننا كثيرا …
يشيعن الحلم على الحافة
يسبحن في النهر،
يغسلن الجسد
على صوت الكمنجات
ليُجرح النهد
الذي يثير الرعب
كوحمة على الجسد الملغوم
في وجه العار
ونسقط كثمار محرمة .
#الرقص_على_الجراح_المكشوفة
___ ثورية الكور