فرّ آلاف الفلسطينيين من مدينة غزة بعدما اقتحمها الجيش الإسرائيلي بالدبابات، داعياً إلى إخلاء أحياء إضافية، فيما احتدم القتال مع تواصل القصف.
ومع دخول الحرب في قطاع غزة شهرها العاشر تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لهدنة، ومن المقرر إجراء محادثات جديدة في هذا الصدد خلال هذا الأسبوع في قطر ومصر، وهما دولتان تؤديان دور الوسيط مع الولايات المتحدة.
على الأرض، تواصلت المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر. وفي شماله، أفاد شهود عيان والدفاع المدني والمكتب الإعلامي لحكومة حماس أن الدبابات الإسرائيلية اقتحمت العديد من الأحياء في مدينة غزة خلف وابل من القصف من الطائرات الحربية والمسيّرات، ما دفع الآلاف إلى الفرار مجددا.
وشاهدت وكالة “فرانس برس” فلسطينيين يغادرون المكان سيرا على الأقدام وعلى دراجات وعربات تجرها حمير، حاملين أمتعتهم عبر الشوارع المليئة بالركام وتحت أزيز المسيرات.
”ننام بين الردم”
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الجيش الإسرائيلي سكان غزة إلى إخلائها.
والأحد في 7 تموز (يوليو)، أمر بإخلاء بعض المناطق المجاورة للشجاعية. والاثنين أمر بإخلاء منطقة أوسع نطاقا تشمل حي الرمال وهو من أكبر أحياء مدينة غزة.
وتبقى مناطق غير مشمولة حاليا بأوامر الإخلاء وهي المنطقة الساحلية التي تضم مخيم الشاطئ والمناطق الجنوبية بما فيها حي الزيتون والمناطق الشمالية بما فيها حي الشيخ رضوان.
ودعا الجيش الإسرائيلي الاثنين السكان للتوجه إلى الجنوب، نحو دير البلح، لكن شهود عيان أفادوا وكالة “فرانس برس” أن النازحين يفضلون التوجه إلى الغرب والشمال.
من جهتها، اعتبرت حماس في بيان أن “تصعيد جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على أحياء مدينة غزة، واستهدافه عشرات الآلاف من السكان المدنيين وإجبارهم على النزوح من بيوتهم تحت وطأة القصف الوحشي هو إمعان في حرب الإبادة المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر تسعة أشهر”.
وقال عبدالله خمّاش وهو أحد سكان حي الرمال “إلى أين نذهب؟ قالوا لنا اذهبوا من هنا إلى هناك ثم يأتون إلينا. هذا يجعلنا نريد أن ندفن أنفسنا أحياء”.
وأضاف “عند الساعة الثالثة صباحا غادرنا منزل الجيران ونمنا في الشوارع. والآن سنعود لننام بين الردم”.
وأعلن الدفاع المدني في غزة “تلقي بلاغات بوجود عشرات الشهداء والمصابين” مشيرا إلى أن طواقمه لا تستطيع الوصول إليهم “في ظل القصف العنيف”، مشيرا إلى أن ”قوات الاحتلال تحاصر عشرات العائلات”.
وفي جنوب القطاع، حيث صدرت تحذيرات لسكان في الأيام الأخيرة بوجوب إخلاء مناطقهم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل عشرات المقاتلين في الشجاعية وأكثر من ثلاثين منهم في رفح واستهدف مواقع إطلاق صواريخ في خان يونس.
الجيش الاسرائيلي
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف ليل الإثنين-الثلاثاء ”إرهابيين كانوا يستخدمون منشآت مدرسة” تابعة للأونروا في مخيّم النصيرات وسط قطاع غزة “غطاء” لأنشطتهم.
وقال الجيش في بيان إنّه “وبناءً على معلومات استخباراتية وباستخدام ذخيرة دقيقة، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي عدداً من الإرهابيين الذين كانوا يقومون بأنشطة إرهابية، مستخدمين مباني مدرسة في منطقة النصيرات غطاء”.
من جانبه، قال مصدر في مستشفى العودة بالنصيرات لوكالة ”فرانس برس” إنّ المستشفى “استقبل عدداً من الجرحى الذين أصيبوا جرّاء استهداف بوابة مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المخيّم الجديد بالنصيرات”.
ويتّهم الجيش الإسرائيلي كلاً من حماس والجهاد الإسلامي ”بانتهاك القانون الدولي بشكل منهجي من خلال استخدامهما مباني مدنية وسكّاناً (في غزة) دروعاً بشرية لشنّ هجمات إرهابية ضدّ دولة إسرائيل”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ قواته الجوية استهدفت ”العديد من الإرهابيين في منطقة مدرسة الجاعوني” التابعة للأونروا.
وأضاف الجيش في بيان أنّ “هذا الموقع كان يُستخدم كمخبأ وبنية تحتية عملياتية تُنفّذ منه هجمات ضدّ جنود”، مشيراً إلى أنّ “إجراءات عدّة قد اتُخذت للحدّ من خطر إلحاق ضرر بالمدنيين”.
تفاقم الأوضاع الانسانية
وحذّرت مسؤولة الشؤون الإنسانية في المجلس النروجي للاجئين ميساء صالح الإثنين لدى عودتها من مهمة ميدانية من أنّ قسماً من المدنيين توجّهوا إلى دير البلح في وسط القطاع حيث الأوضاع الإنسانية تتفاقم.
وقالت إنّ “السؤال الأول الذي يطرح كل صباح هو نفسه: ماذا سنأكل اليوم؟”، وأضافت “خلال فترة تواجدي في دير البلح، لم أرَ شيئا أشبه بمساعدة. إنها تقريبا غير موجودة”.
مزيد من العقبات
بعد أشهر من المفاوضات غير المباشرة وغير المثمرة، تنطلق حلقة جديدة من المباحثات بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن رهائن “يرجّح جدا” أن تبدأ الأربعاء بمشاركة دول الوساطة الثلاث، وفق ما أعلن الإثنين مصدر فلسطيني.
وقال المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته إنّ مدير الـ”سي آي إيه” وليام بيرنز ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع ”يتوجّهان الى الدوحة الأربعاء”.
وأضاف أنّ الرجلين سيلتقيان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وبحسب قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من المخابرات المصرية، يفترض أن يشارك وفدان إسرائيلي وأميركي في القاهرة في مفاوضات بهدف التوصل إلى هدنة مرتبطة بتحرير الرهائن.
والأحد، قال قيادي في حماس لوكالة “فرانس برس” إن الحركة وافقت “أن تنطلق المفاوضات” حول الرهائن الإسرائيليين “من دون وقف إطلاق نار” دائم في قطاع غزة.
والإثنين اتّهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة المفاوضات و”بوضع مزيد من العقبات”.
وقالت الحركة في بيان إنّه “في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير” فإنّ رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية “أجرى اتصالات عاجلة مع الإخوة الوسطاء، محذّراً من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة، كما في رفح وغيرها”.
وأفاد عم أحد ثلاثة رجال فلسطينيين أطلقت إسرائيل سراحهم بعد فترة من الاحتجاز وشاهد آخر بالعثور على جثث الثلاثة مكبلي الأيدي بالقرب من حدود غزة مع إسرائيل، إذ قالا إن ”القوات الإسرائيلية هاجمتهم بعد الإفراج عنهم بقليل”.
وقال عبد الهادي غباين، عم المعتقل كامل غباين، إنه خرج في الخامسة من صباح يوم الأحد للبحث عن ابن أخيه بعدما اعتقلته القوات الإسرائيلية يوم السبت.
وأضاف غباين “وجدته مرميا على الأرض.. هو واثنين آخرين (بدون ملابس) وإيديهم مقيدة بمرابط بلاستيك من الجيش.. عندما ساروا في منطقة العرب أطلقوا عليهم قذائف، وأحد الشبان وجدت جثته مقطعة”.
وذكر أنه تم العثور على الجثث قرب السياج الحدودي مع إسرائيل يوم الأحد في محيط معبر كرم أبو سالم بجنوب قطاع غزة.
كما واصلت القوات الاسرائيلي اليوم الثلاثاء هجومها على مدينة طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس، وألحقت دمارا واسعا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين، بحسب وكالة “وفا”.
وقالت الوكالة إن “قوات الاحتلال دفعت بمزيد من آلياتها تجاه مخيم نور شمس الذي فرضت عليه حصارا مشددا، وسط أعمال التجريف والتدمير، مع تحليق متواصل ومكثف لطيران الاستطلاع”.
وأضافت، أن “جرافات الاحتلال تُجرف وتدمر منذ الساعة الثانية فجرا البنية التحتية في حارات المخيم وتحديدا حارة المحجر ومنطقة الجورة في حارة المنشية، وجبل الصالحين، كما تعمدت تخريب الممتلكات العامة والخاصة من منازل ومحال تجارية على طول شارع نابلس المحاذي لمداخل المخيم، وهو المدخل الرئيسي لمدينة طولكرم من جهتها الشرقية”.
وواصلت قوات الاحتلال، وفقا لـ”وفا” اقتحامها لمدينة طولكرم، وحصارها لمخيم طولكرم، منذ ساعات الفجر الأولى، وسط حظر للتجوال.
وكانت آليات الاحتلال برفقة 5 جرافات عسكرية اقتحمت فجرا، مخيم نور شمس مرورا بشارع السكة ودوار اكتابا، وتمركزت قرب حارة المسلخ تزامنا مع الاقتحام المستمر للمدينة ومخيم طولكرم، ودفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية تجاهه، وفرضت حصارا مشددا عليه، بحسب الوكالة.
وذكرت وكالة “وفا” أن “جرافات الاحتلال دمرت ممتلكات المواطنين والبنى التحتية أثناء سيرها باتجاه المخيم، وتحديداً في شارع السكة، ومحيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة عند مدخل المخيم الرئيسي ومحيط مقبرة نور شمس، إضافة إلى تجريف محيط دوار اليونس في الحي الشمالي للمدينة وتخريب خط للمياه في منطقة الدوار”.
وتابعت: “وأطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية بشكل عشوائي في محيط مخيم نور شمس مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من المخيم بعد إصابة أحد محولات الكهرباء المغذية له، وسط سماع أصوات انفجارات داخل المخيم”.
وسبق ذلك، اقتحام عدد كبير من آليات الجيش الاسرائيلي وجرافاته الثقيلة المدينة من محورها الغربي، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع في سماء المدينة ومخيماتها على ارتفاع منخفض.
وأفادت “وفا” بأن “دوريات الاحتلال جابت شوارع المدينة، وتحديدا شارع مسجد المرابطين، ودوار العليمي “المحاكم”، ودوار خضوري ، وشارع السكة، وشارع نابلس، والأحياء الغربية والشرقية والشمالية، باتجاه الطرق المؤدية الى مخيم طولكرم”.
ودفعت بمزيد من آلياتها الثقيلة الى جميع مداخل المدينة، وتحديدا على حاجزي جبارة العسكري جنوبا، وعناب العسكري شرقا، إضافة إلى بوابة “نتساني عوز” غرب طولكرم. وحاصرت مستشفيي ثابت ثابت الحكومي، والإسراء التخصصي بالمدينة.
وذكرت الوكالة أن ” قوات الاحتلال نشرت قناصتها على عدد من البنايات العالية في مختلف احياء المدينة، في الوقت الذي اقتحمت فيه حي الأقصى في ضاحية شويكة شمال طولكرم، وسط سماع اصوات اطلاق نيران بشكل كثيف”.
ووتابعت: “فرضت قوات الاحتلال حصارا على مخيم طولكرم، وعززت من دورياتها على مداخله وتحديدا الشمالية والشرقية والجنوبية. واحتجزت الطواقم الصحفية أثناء تغطيتها للأحداث في محيط دوار اليونس في الحي الشمالي للمدينة وقامت بمصادرة هوياتهم، كما اوقفت سيارة لأحد المواطنين على دوار شويكة وقامت بتفتيشها والتدقيق في هويات ركابها دون ان يبلغ عن اعتقالات”.
وأحدثت القوات الاسرائيلية تشويشا كبيرا على شبكات الانترنت في المدينة ومخيماتها.
ووفقا لـ”وفا، “اقتحمت آليات الاحتلال برفقة 5 جرافات عسكرية مخيم نور شمس مرورا بشارع السكة ودوار اكتابا، وتمركزت قرب حارة المسلخ تزامنا مع الاقتحام المستمر للمدينة ومخيم طولكرم، ودفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية تجاهه، وفرضت حصارا مشددا عليه”.
ووأردفت: “ودمرت جرافات الاحتلال ممتلكات المواطنين والبنى التحتية أثناء سيرها باتجاه مخيم نور شمس، وتحديداً في شارع السكة، ومحيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة عند مدخل المخيم الرئيسي ومحيط مقبرة نور شمس، اضافة الى تجريف محيط دوار اليونس في الحي الشمالي للمدينة”.
ولفتت الوكالة الى أن ” قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة النارية بشكل عشوائي في محيط مخيم نور شمس مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن اجزاء من المخيم بعد اصابة احد محولات الكهرباء المغذية له”.
المصدر : وكالات