منبرالعراق الحر:
لَا تقُلْ : وداعًا
لِلذِينَ رحَلُوا
قُلْ : وَداعًا
للجاثِمِينَ فِي أقْبِيةِ الانتِظارِ
قُلْ : أهْلًا بالغِياب الذِي سينبُتُ على جِدارِ القَلْبِ كَلبْلاب يَتِيمٍ
سَتَبْكِيكَ المَرافِئ
أيّها الحُضْنُ
سَتَذْرِفُكَ الصّواعِقُ ومتَاهاتُ السّفن مَعًا
حَتّى تَكَفِّرَ الحُصَياتُ عن َذَنْبِها لِلتُّرابِ
وَتَتُوب الأرْضُ عنْ عِشْقِ غاصِبِيهَا
كَيْفَ تَخُونُ طِينَهَا
فَتَتعَثَّرُ في دُروبِهَا الشّقائِقُ والياسَمِين
قُلْ وَداعًا
نَحْنُ الرّاحِلُون في السَّدِيم
نَحْنُ الغِيابُ المبلّلُ بِشذَراتِ الطُّمأنِينَة
نَحْنُ صَدَى الرّحِيلِ
كأنّنا لَمْ نَسْكُنْ مُدُنًا منْذ وُلِدْنَا
لَمْ نُعَشِّشْ كَدوْرِي بَيْنَ أفْئِدةِ الرُّخامِ
نَحْنُ حَياةٌ عابِرَةٌ تُبَشِّرُ بِحياة لَنْ يَمسَّها مَوْتٌ
لَنْ تُحلِّق في أبْعادِها غِرْبان..