جان دمو الهبوط من ثكنة الناصرية ….نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :
في حديث هاتفي قبل عام مع الفنان الكبير حسين نعمة وهو يستعيد معي ازل الوجوه القديمة وثقافتها ، بدت ذاكرته مرحة وطيبة ومسلية ، ومن ضمن اثر الحديث في متعة حاسة السماع من ابي علي ما تحدث فيه عن مقهى ( أبو أحمد ) ملتقى الثقافة وجيل القراءة والكتابة واليسار المرسوم الوانا لحرية الحلم في رؤوس شباب مدينة الناصرية ، ومن ضمن رواد المقهى كان الشاعر جان دمو الذي جاء من كركوك ليخدم جنديا بخدمة الاحتياط في لواء 14 مشاة في ثكنة الناصرية .
قال حسين نعمة ان جان دمو كان يجلس في المقهى خليط من نشوة الخمرة والشعر والعربدة التي تنتهي بصمت غريب تسكن فيه السيجارة فم جان ويفكر بقدوم الليل حيث يذهب سكرانا الى الثكنة وكان الجميع مبهورا بتجربته الشعرية ويتلقفون ما يكتب.
يقول حسين مرة القى علينا جان دمو قصيدة …وكانت كلماتها تقول : هرقل الجبار في غرام وانتقام
عبر جريمة قطار الشرق
يعبر الامازون
ليلاقي ام الهند
فقال : انبهرنا ومدحناه لهذا النمط من الشعر الذي اعتبرناها سرياليا .
لكنه ضحك بصوت عال وقال : اخوات ….ال .. ك……يا شعر يا سريالية هذه عناوين افلام جمعتها من حائط الاعلانات على جدران سينما الاندلس قبل ان اجيء الى المقهى.
كل مساء يهبط جان دمو من جحيم التدريب الذي لايتلائم مع مزاجه وقصيدته ليشرب الشاي وينتظر صحبة الليل والكأس خصوصا يوم الخميس حيث لاينتظره صباح العرضات واليس يم في الثكنة وحيث يغادر وجوه عرفاء الفصائل ويذهب الى دكان ابي صلال يشتري منه ثمالته ويتمنى لو ان كركوك تبعد عن الناصرية ميلا واحداً.
*من كتاب ( أساطير الثكنة وقبعات الجنود )

اترك رد