أديث بياف ( الموسيقى كما تغنيها لميعة توفيق ) …نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :
1
كما لميعة توفيق تغني اديث بياف لسكان قرية ( الشواهين ) في عمق الاهوار ،اغنية لعشق

المعلمين والفاصلة الروحية بين الجبايش وباريس ، وبينهما تقع روما والمشخاب وخرابة العلوية فخرية.
هذا العالم المسور بذهب الحناجر يتدفق الى كؤوس عطشت الى بحتها .
فأخذنا شريط الكاسيت الى احضاننا .
وفي بيوتنا اشترينا الاسطوانات ووضعنا كتب ماركس على الرف وقلنا لاديث بياف : إشربينا قبل نشربك.
هذه متعة الروح .
ترتدي بدلتها الغجرية
ومثل اصداف مضيئة تلبس لميعة توفيق ثوبها الهاشمي الملون وتقدم حفلا سحريا مع المطربة

الفرنسية فوق كوكب نبتون.
أثرياء اليابان وقضاء الدغارة واسطنبول والشارقة وصابئة سوق الشيوخ اشتروا التذاكر وحضروا

الحفل
صعدوا بمركبات فضائية
ونحن صعدنا فوق سوابيط القصب وكنا نستمع افضل منهم .
سعداء كما غيوم ترتدي تنورات طالبات المدارس الثانوية
اردافنا تتراقص لتنتصر على رقص المدفع النمساوي في جبهة الشيب.
كما لميعة توفيق تغني اديث بياف
ومساءات لندن ستهديها تمثالا مصغرا لشكسبير ، والى لميعة توفيق ستهدي نسخة من نكات

برنادشو في طبعتها الاولى.
ابي قال :وماذا تهدوني انا .؟
اقترحت ان يهدونه منديلا صُنع في مقاديشو للقطة الناعمة كاترين دينوف. .
2
صوت اديث بياف في تلك الليالي .
شيء يؤثر في اعماقنا
المعلمون ثمالتهم نغما بحناجر النجوم
وصلاتهم
سبحانيات الخالق والمخلوق
أحدهم من اهل ابي الخصيب كان متأثرا بالحلاج
واقسم لنا ان اديث بياف ورابعة العدوية من رحم واحد
وحين سالته ولميعة ؟
قال : تلك حين سمعها الوصي . نظرته تحولت الى زجاجة من شربت الزبيب واهداها عشرة

دنانير.
ومن يقبل الهدية لن يكون صوفيا.
ضحكنا .
وبقيت بياف الى الصباح تغني
حتى الطور الشطراوي سمعناه من حنجرتها.
3
يبهجنا في الذكرى ،عاطفة المرأة التي تعتني بشعرها وحديقتها وخلطة الشاي.
ومع بياف تعطي للفراشات درسا في تعلم لهجة جنوب البهارات.
والقرية التي لا تعرف اين تقع باريس
تنام عند موسيقى شخير الجواميس
وانتم سهارى
لا تسمعون عوض دوخي
ولا خطاب انور السادات
وبيانات الحرب تذهبون بها الى سلة المهملات
تصنعون مع القصب نايات الحنين
وتصححون لأديث بياف اخر نصوصها الدافئة
لقد جاءت امس من كازابلانكا وهي تسعل
آه نشعر انك سترحلين
وبديلك الساحر صوت لميعة.
4
هذا المساء امشي على ارصفة الشانزليزيه.
بقرة الحاج ماهود تمشي معي
ودجاجات هاشمية أم عطوان تهز أذيالها مثل راقصة باليه
وصاحب مقهى تونسي يرفع صوتها من اسطوانة كان يملكها ديغول.
كل شيء جميل معك اديث بياف
حتى دمعة جارنا حسن صباح وهو يرتدي قبعة العطر
ويذهب ليشتغل سائقا في البلدية..
كما لميعة تغني اديث بياف
في عولمة وخيال ومقعد خلفي في سيارة المرسيدس
ومن يسوق وسيكارنه في فمه
ابي الذي ينهض من لحده النجفي
ويطلب يدَ بياف للزواج كأمرأة ثالثة.
تضحك وتهمس له :اقبل خدك فقط فلقد تزوجت باريس قبل عرضك الجميل هذا.
30 نيسان 2024

اترك رد