منبر العراق الحر :
ثقافة الكراهيه وشتائم الشماتة والحقد ضد المفكرين والفنانين والأدباء وحتى الرياضيبن تطورت في دولتنا الحديثة وارتَقَت الى مستويات التحليل النفسي والتشريح والتمعن في تعابير الوجه ومراقبة حركة اليدين واشارات الاصابع أثناء الحديث أو الغناء أو قراءة القصيدة بعد كتابتها ، أو خلال زمن رسم اللوحة وتلوين مُكوناتها ورمزية فضاءاتها الفارغة٠
فبات من غير المستبعد أن نصحو ذات يوم لنقف وقفة “الأطرش بالزفة” أمام مَن يتهم الكابتن حسين سعيد بأن سَعادته كانت طائفية “قُح” لحظة تسجيله هدف الفوز الرابع على إيران بحضور المُدلل ابن (شاهنشاه) الدولة المضيفة ليعود شباب العراق بكأس البطولة الدولية عام ١٩٧٧ ٠
وليسَ من المُستَغرب أن نستمع لمُحلِّل سياسي أو ناقد نُحاسي وهو يَشي لنا أن جعفر الخفاف كان يتعامل مع أوتار عوده بقسوَةِ نَفَسٍ طائفي عند تلحين جملة (ما غيَّرَ الدُخلاءُ مِن أخلاقي) من رائعة الشاعر الراحل كريم العراقي الشمس شمسي والعراق عراقي٠
وما علينا غير الاستمتاع بتَفَلسفِ أحد فقهاء ثقافة استنطاق الحقائق حين ينتهز ساعة من ساعات انطفاء “الوطنية” ليدعو الجهات ذات العلاقة الى ضرورة تفليش نصب الجندي المَجهول ومطالبة عائلة النحات الراحل خالد الرحال باسترداد ولو خُمس تكاليف التصميم والتنفيذ مُعَلِّلاً ذلك بأننا نعيش اليوم في زمنٍ ما عاد فيه للجندي المَجهول أي معنى ولا أية دلالة رمزية ومعيار معنوي لأن جميع الجنود وضباطهم ومن مختلف الصنوف صاروا مُعرَّفين بأقراص قلادة غير قابلة للإختراق والاحتراق والذوبان في أشد سوح الوغى ضراوةً ، فضلاً عن باجات وكنى وقيود العرضات وقوائم الراتب ، فلم يبقَ مَجهولاً في عسكريتنا الحديثة غير ما يقال انه “الطرف الثالث” الذي يتواجد مُلَثَّماً أو مُقَنَّعاً أو مُبَرقعاً عند الشدائد ، فهل يُعقَل أن يضع قادتنا وضيوفهم في المناسبات الوطنية أكاليل الوَرد على نصبٍ يُمَجد القناصين وأسطوات الكواتم وحملة رباعيات ودوشكات الدگه العشائرية ونحن ننعم بأمن وإمان دولة الديمقراطية الصانعة للسعادة؟
وعلى -هَالرنَّه على گولَة أهَلنَه – فليس غريباً ولا عجيباً ان تأخذنا الصفنات ونصفق الراحات بالراحات يوماً ما ونحن نستمع لمَن يطالب بمنع محلات وچنابر باب الشرجي من تداول اسطوانات وبكرات وكاسيتات أغاني الفنان الراحل داخل حسن الذي كان يختم ابوذيات ألمِهِ وأشجانهِ الجنوبية بتعلولته الشهيرة (مالَت بواچي ولطم روحي) لأن مثقفنا الهُمام اكتشف أن جمع شَمل البواچي واللطم في روح العراقي هو دَسٌّ مُبَطَّن وتحريض-استباقي- ضد فضائح الفساد والعار التي يتنافس على بطولتها زعماء زماننا هذا مُستَنتِجاً أن تعلولة طيب الذكر أبو كاظم رحمه الله هي التي مَهَّدَت لسَرقَة “الگِرِن” ودناءَة نفس الزعيم الطِرِن ولتسجيل ونشر تسريبات بلاوي وطراگيع المَدعو (إحمَيِّد يا مُصايب الله) !!