بيروتُ.. يا كريمةَ السيِّدِ الميمونِ ….شعر : محمد الجاسم

منبر العراق الحر :
هلْ وميضٌ دهاني
أم شُعْلَةٌ غَضْبى
أغاضَتْ عُيوني
أمْ هيَ اللحظةُ الحُبْلى
بزخْمِ الجِراح ِ
وغَيْمِ الظّنونِ
قُتِلَ الحبُّ في عَرَصاتِ النَّماءِ
واكتظاظِ الغُصُونِ
كيفَ أكتالُ مِنْ مرارةِ الجَفْنِ
وصَرْخاتِ خافقٍ مَدْفونِ
هيَ بيروتُ،
تَنْعى شوارِعَها الغَضّى
وتَنْكَأُ القلبَ باحْتزانِ الجُنونِ
هي بيروتُ،
تفّاحةٌ منْ جِنانِ اللهِ
مسكونةٌ بالحَنينِ
ويغوصُ الدُّخانُ في مَكْمِنِ الشمسِ
والمباني
مفجوعةٌ بالسُّكونِ
ليسَ ثمَّةَ دربٌ إلّا وقدْ
مِنْ ثيابِهِ تدلّى
ظلامُ القُرونِ
إيهِ بيروتُ
هذا حُطامُكِ المُقَدَّدُ
مِنْ بقايا الطُّعونِ
إيهِ بيروتُ
هلْ
سَيَنْدى عليكِ
جبينُ أحفادِ اللّا رشيدِ هارونِ
إيهِ بيروتُ
هلْ
سيرتجُّ من وقعةِ العنفِ
تاجُ الخَؤونِ
إيهِ بيروتُ
كيفَ تغفو ضمائرٌ
يعلمُ اللهُ
كمْ غَشَتْها سُرادُقاتُ المُجُونِ
هالَني ..
حزَّ في قلبيَ المَحْزونِ
فَتَيَاتٌ في شرفةِ الرَّمادِ
يَنْسُجْنَ بُرْدًا
مِنْ غُبارِ الحروبِ
بالشَّجى المشحونِ
طفحَ الكيلُ سيَّدَةَ الفقرِ
اِنهضي
يا كريمةَ السيِّدِ الميمونِ
ياخيمةَ العاشقينَ
فَيَّأَتْهُمْ ظلالُ السنينِ
أنتِ
يا دُرَّةَ النَّصْرِ
و يا
أعجوبةَ البقاء قَيْدَ التَّمَنُّعِ
المَفْتونِ

اترك رد