تأسيس متحف لرسائل الغرام في الناصرية ….نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :
في بداية عشرينات القرن الماضي تأسست المدارس النظامية في الناصرية ، وبعد سنوات أصبح بمقدور العشاق أن يكتبوا خواطرهم ورسائلهم الغرامية بأنفسهم ، وأظنُّ أنَّ هذا تغيراً حضارياً هائلاً في تطوّر مشاعر أبناء المدينة ، ومنهم نحن الذين ورثنا عاطفة الأجيال الذين عاشوا قبلنا ، والفرق عنهم أنهم كانوا يكتبون بعاطفة جياشة وفطرة وهاجس خجول جداً لأنَّ معظم الرسائل لا يستطيع العشاق ايصالها إلى من كتبت إليها ، ربما لأنَّ أكثر من تقصدهن هذه الرسائل لا يعلمن بمشاعر صاحب الرسائل ،أي أنَّ الحب كان من طرف واحد.
ولكن بفضل متغيرات العصر ومجيء السينما والمجلات ومدارس الحداثة وانتشار طبع الروايات والتلفزيون تغيّر نمط رسائلنا وأصبحت الرّسائل تصلُ إلى من كتبت لأجلها حتى عن طريق ساعي البريد .
وإذا كان في بدايات القرن العشرين هناك واحد يتطوّع ليكتب رسائل العشاق نخوة، أو تكليفاً ،فإننا لاحقاً اصبحنا نحنُ من نكتب رسائلنا بأيدينا ونبض قلوبنا ، وبالرّغم من هذا بقيت أنا أعين الكثير من أصدقائي في كتابتها ، واليوم عندما نتلاقى في أرصفة الحياة وأرائك مقاهيها يذكرني البعض بتلك اللحظات المرتعشة التي كانوا يقفون فيها فوق رأسي وأنا أعبر عن مشاعرهم نيابة عنهم.
الآن مع هذا التاريخ السحري والسري والرومانسي أعتقد أن معظم تلك الرّسائل تمَّ اتلافها، أو خبئت في ثنايا الرّفوف .
حيث أتساءل الآن ماذا لو احتفظ بها كتابها، أو احتفظت بها من وصلت إليهن تلك الرّسائل وجمعناها في بناية خاصة، وأسسنا منها متحفاً لرسائل الغرام في الناصرية .
حتما ستنتبه إلينا كلُّ الدنيا لأننا امتلكنا ريادة تأسيس صرح فائق الجمال.

اترك رد