وما أنتَ مثلي …تسنيم حومد سلطان

منبر العراق الحر :

وها أنتَ تكتبُ بالموتِ أحلى القصائد
وتقرأ أخبار بيروت هذا المساء
وما أنتَ مثلي تجيدُ النّفاق
وتجلسُ كالفأرِ تقرضُ شِعراً ذليلاً
وبيروتُ تمضي إلى الاحتراق
وما أنتَ مثلي
تجيزُ لنفسكَ مدح القبائل
تعطي الذّئاب شهادة حسن السّلوك
وتضحكُ في زمنِ للبكاء
وتضحكُ حينَ يقولون :
إن جنازيرَ دبّابةٍ للعدو
تمرُّ على صدر أم وأطفالها يرضعون
ونبحثُ عن قِبلةٍ للصّلاة ..
وما أنتَ مثلي .. ولا أنتَ مثل جميعِ الحضور على الخارطه
فأنتَ الوحيدُ الذي يقرأ الآن فاتحة الموت في زمن الحربِ
أنتَ الوحيدُ الذي يعرفُ الدّربَ نحو القصيدة في الزّمن الصّعب ..،
أنتَ تسافر نحو السّماء .. ونحو فلسطين
تحملُ بيروت جرحاً في دفتر القلب
ترسمُ فوقَ قماش القميص الذي ترتديه
ابتسامة طفلٍ تفتِّشُ عنها حرابُ العساكرِ والأحذيه .
وترحلْ …!
إلى أين تمضي وتتركنا نائمين ..؟!
تمهلْ ..
تمهّلْ إذا أيُّها النّاصرُ السّيف
إنَّ الصّحافة قد أخبرتني أنكَ متَّ ..
فأدركتُ أن عمامتكَ الآنَ
تنسفُ شاهدةَ القبرِ
تغرسُ إصبعها في الجراح
وتبذرُ أشواكها في الرّياح ..
تمهَّل إذاً أيّها الموتْ ..
في أمَّتي ناصرٌ
فرَّ من موتِ أمَّتهِ .. واستراحْ .
تسنيم حومد سلطان
💔

اترك رد