هوليوود تحت الوسادة ….نعيم عبد مهلهل

في طفولتنا كانت صور الممثلين على شكل كارتونة كبيرة ، نقطعها نحن بمقصٍّ وأغلبهم من ممثلي أفلام الكابوي ، وهذه الصور وحدها تصلح لتكون هواية ولعبة في نفس الوقت.

ففي النهار كنّا نتراهنُ بها من خلال الطرة والكتبة، وفي الليل نتأملها في خيال الإبحار من خلال جمال الممثلات وقوّة مسدسات الممثلين ، وكانت اليزابيث تايلور التي مثلت دور كليوباترا أكثر الصور التي أحتفظ بها، ولا أريد المقامرة بها كي لا أفقد متعة الليل عندما أضع صورها تحت وسادتي وأتخيل نفسي أنا القيصر الذي مثل دوره زوجها ريتشارد بورتون، ويوم ماتت تلك المرأة الهائلة الأنوثة تذكرتُ تلك الصور ، وكمية الحنين الذي تصنعه لنا بالرّغم من أنَّ أشهر المجلات الألمانية وضعت لها صوراً قديمة تذكرتُ الناس برحيل الجمال الأسطوري لذكرياتهم ،إلاَّ أنَّ الإثارة البريئة في صور الكارتون الملونة ظلت تشعُّ بمزيد من الذكريات عندما كنتُ أضع صورتها تحت وسادتي، وأتخيل أن شفتيها سيصبحان قطار طوروس سيذهب بي إلى كلِّ مدن أوربا.