إلى المدن العالقة في بحر القلق ……هند زيتوني

منبر العراق الحر :
نصوص 2024
سأبني بيتاً للقلق..
سأزرعُ على ضفتيه نخلتين
ستصلي النخلتان
لنهر الفرح الذي تشرّد في زمن الطوفان
سأبني بيتاً للقلق..
سأضع له في غرفة النوم
بيجامة صيفية.. وأخرى شتوية
ليبدو أنيقاً
عندما يقبّلُ حبيبته – السيدة الخيبة –
سأمنحه كوباً فاخراً من النبيذ
وطبقاً لذيذاً من الفاكهة
سأبني خيمة
مؤقتة لأصدقائه الحزن واليأس والرحيل
خمسون عاماً وأنا أجمع أحجار الأساس
ولم أنته من بنائه
سيخلع أحذيته ويدخل عارياً من كل شيء
سأحبس خطواته
وأفجر له نهراً ليغتسل
سأترجاه أن يرى وجهه المغضّن في مرآة الوجع
فمه الذي ابتلع أحلام مدينتي
سأقلّم مخالبه بحذر
ثم أكتب على جبهته: نحن العالقون في شباك الانتظار
لا نريد الكثير..
نريد أن نبني قلعة كبيرة للموت والحزن
لنقول لك وداعاً أيها القلق!.
هند زيتوني

اترك رد