البيتلز يعزفون أغاني حسن حياوي …نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :

ولد حسن حياوي في مدينة الفجر على حدود الناصرية ــ كوت ، ومات بالتدرن قبل سنوات طويلة. هو أفضل من غنّى طور الهجع بعد مسعودة العمارتلي ، وحضوره كبير في حفلات ليل السمر السومري في مقهى المرحوم الشهيدكامل في باب الشطرة، أو على ناصية محل صديق عمره المرحوم عبد الحر الكهربائي في شارع الجمهورية. حيث أشاهده كثيراً في هذا المكان عند خروجنا ليلاً من سينما الأندلس الشتوي عندما يعزفُ له أحدهم على صينية الشاي التي جلب فيها عامل مقهى المرحوم جخم الشاي للحاضرين، ويبدأ ونين ( يكاظم مهجتي الهجران عادمها ) أو أغنيته الأسطورية سلمى يا سلامة. ليصدحَ بلبلاً مغرداً ببحة قوية ممسوحة بلوعة وشجن وحزنٍ غريبٍ يصنع ثمالته في وجوه كلِّ المارة والجالسين .
يوم كتبتُ آخر رواياتي عن هزيمة الجيش البريطاني في معركة الكوت أمام العثمانيين في الحرب الكونية الأولى ،وعودتهم الثانية بعد 2003 . تذكرتُ كلَّ تلك الليالي الملاح التي كان فيها حسن حياوي يجلس عند ناصية محل صديقه المرحوم عبد الحر ، وحتى أخلّده بطريقة أسطورية يستحقها جعلته عنواناً لواحد من فصول الرواية، ومع بحته المسكونة باللوعة والحبِّ ومشاوير الجنود في اجازات الحرب . لهذا جعلت فرقة البيتلز البريطانية الشهيرة هي من تعزف أغنيتة . ويوم أنهيت كتابة هذا الفصل شعرتُ بالتعب ونمتُ، والذي زارني كطيف هو وجه المرحوم حسن حياوي ليسألني ويقول : عمي المثقف ، اشجابه للغراف طير المجرة ، أنا وين ولندن وين ..فكلِّ حياتي خطواتي وأغنياتي لا تسير سوى على الطريق الرابط بين الحي والناصرية.

اترك رد