في فمِ الريح…افين حمو

منبر العراق الحر :
في المدينة التي نسيت أصواتها
تتسلق الأشجارُ الجدرانَ الصماء
وتسقط الأوراق كأنها أحلامٌ منسية.
رجلٌ بلا وجهٍ
يحمل الشمسَ بين يديه
يلقيها في بئرٍ
ثم يختفي
كما تختفي الصرخات في حلق الريح.
من بعيد
يُطلّ القمرُ كعينٍ مغمضة
يمسح آثار الغيوم
ويترك السوادَ يسكن في الزوايا.
الساعاتُ هنا
تلدُ ثانيةً واحدة
تتجمد في الهواء
كفراشةٍ تلامس شفاه الموتى.
وفي كلِّ مساء
تنهض الجدرانُ لتحرس الفراغ
تنتظر الخطى التي لن تأتي
بينما نحن
نقرأ صلواتنا في فم الريح
وننتظر السماءَ أن تنقلبَ على نفسها.
أفين حمو

اترك رد