في آخر الليل….بثينة هرماسي

منبر العراق الحر :

في آخر الليل،
حين يهدأ الرصاصُ،
وتغلق المتاجرُ،
وتنطفئ أنوار الشوارع،
يجلس الموتُ وحيدًا
يعدُّ الأسماء كي يغلبه النعاس..
وحين يغفو من التعب ،
تتسلل الأرواح من طيات الاكفان،
تتلمس ملامحها في المرايا المكسورة،
ثم تهرب للحقول،
تزرع اسماءها على شكل زهور،
ترنو للسماء، وتنتظر المطر..
سماء بلا ملامح وأرض فقدت ظلها
و مآذن تنعق كالغربان ، وتفتح أبواب الذباح .
كيف للقصيدة وصوتها ناي،
ان تسند ظلا في جنازة مدينة
ودمعا على شاهدة بلا اسماء،
ووطن يتيه بين مقصلة ومنفى..
كيف لها،
ان تعيد من غابوا في مهب السواد؟
يا شام ،
سلامٌ مرّ من هنا،
جائعًا، عاريا، بلا مأوى،
نادم الجناة ونام ،ثم مدّ يده…
فوهبوه الـصدقة، من دم الضحايا
بعدا له..
كم مرة وعدك بالخلاص،
ثم ألقى بالنذور في فم المنايا؟
بثينة هرماسي

اترك رد