منبر العراق الحر :
و شاعرةٍ ظهر المعاني جوادُها
كسنبلةٍ عطشى ، تدلى حصادُها
تبث من الأشواق بحراً و تشتهي
خيالاً خرافياً ، و ينأى مرادُها
لها في صلاة الحب أنفاس لوعةٍ
يخامرها بالأغنيات اتقادُها
تمر على قلبي مروراً مسافراً
حنانيك حطي الرحل ، قالت : أكادُها
إلى أين يا أنثى الخيالات ما الذي
يصدك عني ؟ صد عني رقادُها
أتيتك مجنون الضلوع متيّماً
يتوق إلى أنثى تمادى بعادُها
ألا ليتها تحنو على قلب عاشقٍ
فلا يأس عمن طار عني فؤادُها
و لا خير في عمرٍ هجيرٍ تصحرت
بأيامه الدنيا و ولى بُرادُها
إذا الغادة الخنساء شدت رحالها
و سار بها في الراحلين انفرادُها
و أينع منها العود و استرسل النوى
و راق لها ترحالها و ابتعادُها
و لم تلقَ إلا ومضةً من حنينها
و دثرها حزنٌ ، و خاب اجتهادُها
سأبصرها ، و الليل في غير رحمةٍ
يضاجعها و البوحَ أغرى سهادُها
و للشوق أسيافٌ تقطِّع روحها
و لا بد أن يؤوي السيوفَ غمادُها
إذا ازينَّ وجه الزهر و اخْضَرّ في الربى
و ضاق بسيل الأمنيات وسادُها
و لاح اصفرارٌ للسرور و أشرقت
غزالة آمالٍ ، دهاها عنادُها
فصلوا على قلبي صلاة مودعٍ
اذا مات قلبي ، سوف يبكي جمادُها
إذا الليلة الظلماء أرخت سدولها
تمطى كموج البحر فيها حدادها
ستعرف من غازلتُها أن للهوى
حياةً على ماء الأماني اعتمادُها
فإن شحت الدنيا و ولت حبيبةٌ
و جاء من الصحراء يطفو جرادُها
سيجتاح جنات الغرام و يختفي
جمالُ الثرى، و الأرض يطغى فسادُها
عبده عمران
منبر العراق الحر منبر العراق الحر