منبر العراق الحر :
أدلى ما يقرب من 83 مليون مواطن أمريكي بأصواتهم في وقت مبكر من الانتخابات العامة التي تجري في البلاد اليوم 5 نوفمبر.
جاء ذلك وفقا للبيانات التي نشرتها جامعة ولاية فلوريدا، حيث تشير حسابات الخبراء إلى أن 82 مليون و713 ألفا و594 ناخبا من سكان البلاد بأصواتهم قبل الموعد المحدد، بينهم أكثر من 45 مليونا شخصيا في مراكز الاقتراع، ونحو 37.7 مليونا منهم عبر البريد. ويلاحظ أن 37.8% ممن أدلوا بأصواتهم مبكرا من الحزب الديمقراطي، و35.8% من الحزب الجمهوري، فيما لم يشر 26.4% ممن أدلوا بأصواتهم إلى انتمائهم الحزبي.
وقد تصدرت ولاية تكساس قائمة الولايات التي لديها أكبر عدد من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرا (8.9 مليون ناخب)، وشملت المراكز الثلاثة الأولى أيضا ولاية فلوريدا (8.3 مليون ناخب) وكاليفورنيا (8.1 مليون ناخب، فيما يبلغ عدد الناخبين المسجلين في الولايات المتحدة 168 مليون ناخب.
وتوقع دونالد ترامب وكامالا هاريس الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية خلال حشدهما للدعم في ولاية بنسلفانيا أمس الاثنين في اليوم الأخير المحموم من الانتخابات المتقاربة على نحو لم يسبق له مثيل.
وشهدت الحملة الانتخابية منعطفات مذهلة وهي محاولتا اغتيال وإدانة جنائية للرئيس الجمهوري السابق ترامب، وترشيح نائبة الرئيس الديمقراطية هاريس المفاجئ بعد أن تخلى الرئيس جو بايدن، البالغ من العمر 81 عاما، عن مسعاه لإعادة انتخابه تحت ضغط من حزبه.
وذكرت شركة آد إمباكت للتحليلات أنه جرى أنفاق أكثر من 2.6 مليار دولار للتأثير على الناخبين منذ آذار (مارس).
ومع ذلك، تظهر استطلاعات الرأي أن ترامب (78 عاما) وهاريس (60 عاما) متعادلان تقريبا. وقد لا يكون الفائز معروفا إلا بعد أيام من انتخابات الثلاثاء، رغم أن ترامب أشار بالفعل إلى أنه سيكافح لقلب أي هزيمة كما فعل في عام 2020.
وتوجه المرشحان إلى ولاية بنسلفانيا لحث المؤيدين الذين لم يدلوا بأصواتهم بعد على التصويت. وتقدم بنسلفانيا أكبر حصة من الأصوات في المجمع الانتخابي من بين الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد النتيجة.
*”كنا ننتظر هذا منذ أربع سنوات”
في بيتسبرغ، ظهر ترامب أمام حشد كبير في ساحة وقدم ما وصفته حملته برسالته الختامية الأخيرة للناخبين في الساعات الأخيرة قبل يوم الانتخابات.
وقال ترامب “كنا ننتظر هذا منذ أربع سنوات”.
ودفع ترامب بالقضايا الاقتصادية في خطابه في بيتسبرج قائلا إن هاريس ستجلب البؤس الاقتصادي إذا نجحت.
وقال “التصويت لترامب يعني أن بقالتك ستكون أرخص، ورواتبك ستكون أعلى، وشوارعك ستكون أكثر أمانا، ومجتمعاتك ستكون أكثر ثراء، ومستقبلك سيكون أكثر إشراقا من أي وقت مضى”.
“رئيسة لكل الأميركيين”
وفي ألينتاون، توقعت هاريس الفوز ووعدت بأن تكون رئيسة “لكل الأمريكيين”.
والتقت هاريس بعد ذلك بعدد من الناخبين في أحد المطاعم في ريدينج وتوجهت بعدها إلى جولة لطرق الأبواب.
وقالت نائبة الرئيس لامرأة وزوجها “إنه آخر يوم قبل الانتخابات، ورغبت في القدوم لأقول أنني آمل في الفوز بصوتكما”.
وعبرت الحملتان عن تفاؤلهما.
وذكر فريق حملة هاريس أن متطوعيه طرقوا مئات الآلاف من الأبواب في كل من الولايات المتأرجحة هذا الأسبوع.
وتقول الحملة إن بياناتها الداخلية تظهر أن الناخبين المتأرجحين يتجهون لصالحهم، وإنها شهدت زيادة في التصويت المبكر بين قطاعات مؤيدة لهاريس.
وقال توم بونييه، رئيس شركة التحليلات تارجت سمارت الديمقراطية، إن التصويت المبكر أظهر حماسا كبيرا بين المجموعات ذات الميول الديمقراطية، وخاصة النساء. وقال إنه لا يوجد ما يشير إلى زيادة مماثلة بين الشباب، وهم هدف رئيسي لحملة ترامب.
فجوة بين الجنسين
قال مسؤولون في حملة ترامب إنهم يراقبون نتائج التصويت المبكر التي تظهر زيادة المشاركة بين النساء مقابل الرجال. ولهذا المؤشر أهمية بالنظر إلى أن هاريس تقدمت على ترامب بنسبة 50 إلى 38 بالمئة بين الناخبات المسجلات، وفقا لاستطلاع أجرته رويترز/إبسوس في أكتوبر تشرين الأول، بينما تقدم ترامب بين الرجال بنسبة 48 إلى 41 بالمئة.
وكتب إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم وأحد أبرز مؤيدي ترامب، في منشور على منصته إكس “يجب على الرجال التصويت!”.
وأدلى أكثر من 77 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل في التصويت المبكر، لكن الساعات المقبلة ستحدد ما إذا كانت حملة هاريس أو ترامب صاحبة الأداء الأفضل في حث المؤيدين على التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
حطم الناخبون، من الديمقراطيين والجمهوريين، أرقاما قياسية عمرها قرن من الزمان في آخر انتخابين للرئاسة، ما يشير إلى الحماس الذي يثيره ترامب في تحرك الحزبين.
ولدى حملة ترامب عملية خاصة بها لحشد الأصوات، لكنها أوكلت فعليا معظم العمل إلى مجموعة العمل السياسي الداعمة للرئيس السابق والتي يمكنها جمع وإنفاق مبالغ غير محدودة من المال.
وركزت الحملة بشكل أكبر على الاتصال بالناخبين الذين لا يذهبون غالبا إلى صناديق الاقتراع، بدلا من مناشدة الناخبين الذين يمكنهم التحول إلى أي من الجانبين.
والكثيرون في هذه الفئة من أنصار ترامب، لكنهم ليسوا ناخبين يمكن الاعتماد عليهم عادة.
ويقول ترامب وفريقه إنهم، بعد انتقاء الناخبين الذين يريدون الاتصال بهم، يرسلون مندوبين إلى الأماكن التي تحدث فرقا ويتخذون خيارات ذكية في الإنفاق.
رويترز