الرمز….. سعد علي مهدي

منبر العراق الحر :
ترهقنا ذاكرة ٌ أشجارها دموع
أزهارُها دموع
سيقانها ..
أغصانها ..
خلاصة الطيف الذي تتقنهُ ألوانها
ليست سوى دموع
أوراقها مرّت بها عواصفُ القهر ..
فطارَت دونما رجوع
مذ نفخ الليلُ بذكرياتها وأطفأ الشموع
* * *
ترهقنا ذاكرة ٌ ظلّت بنا تدور
كان لنا رَوضٌ بها يبتكرُ العطور
وهمس قنديل لها يعانق البخور
كنا وكان سيفنا في حينها ..
يكتسحُ الشمسَ على بصيرة ٍ ليحضنَ النحور
ضاق بنا البرّ فما عاد لنا..
إلا سفينا ً عائما ً داخت به ِالبحور
من يومها ولم نزل ندور ..
نبحثُ عن رمز ٍ لنا ينقذنا ..
من لهجة ٍ أرهقها خنوع
كي يركلَ الذلّ الذي عاث بنا ..
ويقتل الخضوع
* * *
نبحث عن رمز ٍ لنا ..
يصفعُ أمريكا على جبهتها ..
ويمتطي شجاعة ً تمحقُ إسرا..ئيل
ينقذنا من وجع طالَ بنا ..
وليس من ردّ ٍ سوى الصراخ والعويل
يمسحُ عن وجوهنا أتربة المهانة
يفضح ما جاءت بهِ ألسنة ٌ جبانة
يجمعنا ..
يرفعنا ..
يسمعنا ..
يقلعنا من دبق الخيانة
كي تقتل الجياد ذلّ صمتها في ساحة الصهيل
وينتهي حزن المروءات الذي باتَ بلا دليل
نبحث عن رمز ٍ لنا يمنحنا الأمان ..
نشعرُ من خلاله ِ بقوة ٍ ..
تدفعنا لخارج المكان ..
أو ترجعَ المجد الذي غيّبهُ الزمان
ليس سواهُ فارسٌ ..
ونحنُ هيأنا له من غيظنا حصان
كي يجعل النصر ختام صمتنا وصبرنا الطويل
* * *
طال بنا البحثُ وقد أتعبنا الغبار
أيامنا طويلة ٌ ..
همومنا ثقيلة ٌ ..
أرواحنا مثقوبة ٌ برمح الانتظار
ضاق بنا العيشُ وضاقت فسحة ُ الأمل
لا شىءَ غير نكبة ٍ ..
قادت بنا لنكسة ٍ ..
نامت على هزيمة ٍ أعقبها خجل
أين ترى يختبئ ُ البطل ؟
كي يوقظ الحظّ الذي يفترشُ التراب
ويغسلَ العار وما خلّفهُ السحاب
في وجهِ شمس ٍ لم يعد يعرفها نهار
* * *
نبحثُ عن رمز ٍ لنا ..
ينقذنا من رحلة العذاب
يجمعنا مثل قطيع ٍ تائه ٍ ..
تدور حول ظله ِ مخالبُ الذئاب
يبرؤنا من وجع ٍ يرقدُ في الظنون ..
يجعلُ منا قوّة ً ترهبها العيون
يغسلُ عن جلودنا عوالقَ الدرَن
يقتل في عقولنا روائحَ العفن
كي نستريح لحظة ً من واقع الضباب
نبحثُ عن ماءٍ لنا في رحلة السراب
عن أيّ شيءٍ وليكن ما يُشبهُ الخيال ..
أقصوصة ً ..
أسطورة ً..
خرافة ً ٍ..
ضلال
قرصنة ً بحرية ً ..
أفرزها جوعٌ على سواحل الصومال
شكل ِحذاءٍ طائر ٍ بوجه الاحتلال
عن أي رمز ٍ ..
أي رمز ٍ ..
وليكن سلاحهُ نعال
=================================

اترك رد