منبر العراق الحر :
رحلت و ارتحلت
وكأن الرحيل لم ينهكني
رحلت
و كأن الرحيل قدري
رحلت
جبت البلاد و ما استقريت ببلدي
ورحلت
قدر محتوم أن أسافر في البلاد
بلا وجهة و لا عنوان
أبحث عني و أنا أهرب مني
أبحث عن المجهول بداخلي
رحلت
أتبع السراب حيت يسري
أرتوي من قطرات مطر
لا يروي صحرائي
أرتجف كأس النسيان الأبدي
رحلت
ودعت أحبة ما ودعوني, ورحلت
يا قدر ليس لي فيك حيلة
أبحث عن خلاصي
فلا أجد قدرا غيرك
حين رحلت
مسحت دمعة سالت فوق خدي
تحسست وجها كان يشبهني
تهت عنه, فضاع مني
لما رسمتك قدري
هي السماء الدنيا
سطعت نجومها بالعالي
لكنها غير سمائي الملبدة بغيوم قهري
ورحلت
كعصفور يبحث عن عش صنعه من قش
فما رحمت قشه ريح عاتية
نثرته في اتجاهي
فبات عصفوري بلا قش و لا عش
مثلي أنا يبكي
رحلت
أبحث عنك, يا ملامحا غيرتها السنين
فتغربت عن مرآتي و عني
أبحث عن ابتسامة لم تعد ترسمها ريشتي
فجف حبري و تاه حرفي, من تيهان نفسي
ورحلت
عانقت المجهول حين ناداني
فاغتربت عن أهلي, بيتي, أحبتي و كل موطني
رحلت
وما الرحيل إلا حقبة من حقب زماني
وزماني أبدا لن يريحني
مهما رحلت
بقلمي: ربيعة الرحالي رونارد