منبر العراق الحر :
أيام التعليم في مدراس الأهوار تتنوع القصص التي يحملها المعلمون أو اهل القرى .والجميع يحكي من حياته قصة ما بعضها يذهب الى النسيان والبعض الاخر تدونه الذاكرة أو دفاتر يوميات المعلمين .
أنا جمعت منها مئات القصص وذهبت بها الى الكتب ..وفاء لتلك الامكنة التي تؤسطرها امنياتنا بالعودة اليها ونحن نعرف ان المثل الياباني هو من يلاحق ظلالها :ماذهب ليس معدن الذهب .بل الزمن وهو يرتدي خطوته البعيدة ..
اتذكر من تلك الحكايات أن معلما كان يجاهر امامنا بعشقه لفاتنة السينما المصرية في ستينيات القرن الماضي هند رستم .وكل شهر يخبرنا أنه تمتع بمشاهدة فيلم جديد لها وانه يحب مصر لأن فيها هند رستم .والغريب أنه كان يكتب لها رسائل ويجيء بها اليَّ لأراجعها لغويا وبلاغيا .
وهكذا كنا نسميه عاشق هند .
تفرقت بنا الحياة ونقلنا الى مدارس اخرى داخل المدن .وذات يوم كنت اراجع مديرية التربية في مشكلة تهم علاوات الراتب عندما صادفني المعلم عاشق هند فتعانقنا ونحن نتذكر تلك الايام ،، واخبرته انني هنا لمشكلة تهم العلاوت .فقال لي زوجتي في الحسابات تحل لك المشكلة ثم اخذني اليها وقال لها :هنوده حبيبتي هذا صديقي الذي كان يصحح رسائلي التي كنت اكتبها لك ايام حبنا.
ضحكت بخجل وقالت : تأمر انت وصديقك .
ضحكت وقلت :هذا يعني أنك تخدعنا .
قال : نعم كنت احب هندوه هذه وليست هند رستم .
قلت :ولماذا كنت تخيفها عنا ؟
قال :لأنها من تمسك رواتب مدرستنا وإن عرفتموها فربما يسرقها احدكم مني .
ضحكت وقلت :حسن فعلت ..ربما انا اكون أول الساعين لخطفها .
ضحكت هي ثانية وبخجل وقالت ::لن تستطيع …