بيع الوهم ..توضيح لمنشور سابق حول صفقة القرن …عبد الحميد الصائح

منبر العراق الحر :
افرض أن سكان العراق أصبحوا كلُهم مسلمين أو كلهم مسيحيين أو يهوداً ، هذا لايعني أنّ العراق أصبح دولة لمسلمي العالم أو مسيحييه أو يهوده .
العراق للعراقيين وفلسطين للفلسطينيين ومصر للمصريين وحتى كندا التي تشجع البشر على الهجرة لاراضيها هي للكنديين وهكذا ..الأرض والأوطان للأعراق وليست للعقائد ، ولايوجد منطق لاقانوني ولا الهي يقول ان هذا الصيني او الكوري موطنه فلسطين بذريعة اتباعه لدين معين .
أي كائن في الوجود طيراً كان ام رجلاً له وطن واحد ، ، ويمكن لأسباب شتى هجرته من هذا الوطن الى آخر لن يصبح وطنه لاقانونا ولا عرفا. ولهذا سمي العيش في بلد آخر بالتوطين او الاستيطان ، اي انك تنتقل من وطنك الاصلي الى وطن اخر حتى لو اكتسبت جنسيته .
الذي يحمل الجنسية (المكتسبة) البريطانية أو الامريكية مثلا هو مواطن بحكم التوطين وليست بريطانيا وطنه ، بل إنه استوطنها .. وهذا ينطبق على الطيور والكلاب والقطط والافاعي ايضا وجميع الكائنات الاخرى ، حيث يقال ، وطنها (استراليا مثلا) وجلبت الى هنا قبل كذا عام ،
في بعض البلدان مثل بريطانيا لايحق لحامل الجنسية البريطانية المولود خارج البلاد ان يصبح رئيسا للوزراء حتى وان كان من ابوين بريطانيين ،لانه اكتسب هذا بالتوطين وان بريطانيا ليست وطنه الاصلي .
هذا المبدأ حين يطبق على اسرائيل يكون الموضوع واضحا ، لايوجد وطن في الوجود اسس استنادا الى وعد ديني ، الخلاف ليس مع دين الوطن بل مع وطن ديني مختلف عليه حتى من ملّة من اتباع الديانة ذاتها الذين ينكرون هذا الاستحقاق ايضا تبعا لنصوص وتعاليم دينية .
الذين يربطون بين احترام اليهودية كدين واشتراط القبول بوهم دولة تحمل اسم نبي تَعْتبر أرضا محتلة وطنا اصليا لمواطنين قادمين من اصقاع الدنيا انما هم سذج ومارقون وعبدة وهم ، مهما كانت القوة التي تقف وراء ذلك .
مبدأ تسقط امامه جميع المفاوضات واقصى درجات القوة العسكرية او قوة المال او شراء الضمائر كما يحدث في صفقة القرن وتفاصيلها المهينة للذات الانسانية ولفطرة الوجود اساسا ،
انه بالضبط متاجرة بالوهم والضغط والاغتصاب لتدجينه واعتباره امرا واقعا ، التحولات السياسية والمؤامرات وسلطة المال والسلاح ، لن تغير (الحقيقة) حتى وإن اصبح الوهم مرحليا (امرا واقعا).

اترك رد