منبر العراق الحر :
بالأمس القريب ودعنا بحزن شديد زميل المهنة الصديق الصادق صادق فرج التميمي بعد أن تناوب زملاء طيبون حنينون أوفياء على زيارته للاطمئنان على سلامته في منزله وهو في حال صحي يُمطر دموع كل ذي ذمَّةٍ وضمير ، ولا يسر عَدوًا لأن الراحل أعانه الله على أن يمضي الى رحمته ومغفرته من دون ان يترك في الدنيا عدوّاً واحداً يفرح لرحيله أو يشمت بموته٠
وقبله بأيام معدودات شَيَّعَ فنانو العراق واحداً من أهم صناع السينما المخرج الكبير محمد شكري جميل بعد ان سبقهم الأدباء وهم يفتتحون عامهم الجديد مودعين بالدموع ومرارة الأسى زميلهم القاص والروائي الهادئ الطيب الودود أحمد خلف٠
الموت حق والبقاء لله ، وكل نفس ذائقة الموت ولكن: لو أننا توقفنا أمام خسائر العراق من مبدعيه في مختلف مجالات الثقافة ومثلهم أبناء بيوت فقراء المواطنين خلال السنوات العشرين التي تراكضت متخمة بمآتم الحزن ، وتأملنا بعض أسبابها في الأعم الأغلب لوجدنا إن تردي الواقع الصحي وشحة الدواء وارتفاع اسعاره وغياب مراكز الرعاية الصحية تتصدر مسببات موت عباد الله الفقراء لأن جميع زعماء وأحزاب السلطة مناضلين ومجاهدين ، مستدينين وعلمانيين مدنيين ما كانوا معنيين بواقع الخدمات الصحية إلا بحدود صولات وجولات ولافتات الدعاية والإعلام وصدارة نشرات الأخبار ، لأنهم حين يمرضون أو يتمارضون أو “تنگلب” بأحدهم سيارته المظللة المصفحة هو أو أحد أفراد عائلته فالطائرات “دلفري” صوب أرقى مستشفيات الدول الراقية صديقة كانت أو هيَ من دول محور الأعداء ، وفواتير العلاج ، واجور النقل ، ونثريات اقامة وخدمات المرافقين والمرافقات والهدايا والاكراميات مفاتيح خزائن الدولة “مَدهونة” أمامها وسريعة الدوران للفتح والجود بالموجود ، بينما صورة الصحفي الراحل صادق فرج وهو يسند هيكله العظمي على زائريه الاوفياء التي أحزنت وأبكت كل من شاهدها لم “تكسر خاطر” أي زعيم او قائد سياسي أو أحد خطوط السياسة ألحمر المبشرين بنعيم الديمقراطية ونعمتها المحروسة بالعيون السبع الزرقاء من عيون الحاسدين٠
أفما آن الأوان ليستبدل المثقفون كتابة المراثي بمواقف شجاعة مشرفة تقول للسياسي إن المثقف الحقيقي أعلى منكَ منزلة بضميره الوطني وابداعه وعطائه ، وأحسن منك حضوراً بين أهله بمحبته ووفائه وعزة نفسه ، وهو الأقرب الى الله بصدقه واحترامه لآدمية ابن آدم ودفاعه عن حقوق أهله في العيش الكريم فلا تخدعك “أبوذيّات” النفعيين ولا تغرك ابتسامات من يتسابقون لمصافحتك والتقاط الصور التذكارية مَعَ مَعاليك ٠٠ و(لا تِتمادَه) !!
