أَرى حُلُماً كبيراً….فائزة سلطان

منبر العراق الحر :

كُلّما أُقَشِّرُ نفسي؛
أَرى حُلُماً كبيراً
يَحتضِرُ وحِيداً.
*
يداكَ العصيبَتانِ
لا تفُكّانِ عن خنقِ رُوحي،
أَيُّها الماضِي المُتَعَفَّن.
*
فراشَتي المَيِّتة؛
ماعتِ الأَلوانُ
بين يدَيَّ
وأَنا أُلَوِّنُ أَجنِحَتَكِ الشَّاحِبة.
*
حِينَما تعصِرُ قَلبي؛
تتَلَطّخُ يداكَ بِحِبرٍ أَسودَ
مِن قصائِدي المكتُومةِ
منذُ زمَن.
*
أُحاوِلُ أن أُعَزّي نفسِي..
فما زِلتُ أَرى وردةً
زرَعتُها فِي عينِي
حِينَما رأَيتُك.
*
ياه.. كمْ أَهملْتَني!
كأَنِّي ورَقةٌ صفراءُ
كُتِبَت علَيها دُيونُ غيرِي!
*
أَصدِقائِي؛
هُمُ الأَحلامُ المُزعِجةُ
الَّتي تَزورُنِي
حِينَما قرَّرتَ الابتِعادَ عنِّي.
*
كم هُوَ مُؤلِم
مُؤلِمٌ حقَّاً
أَن تُحِسَّ المرأَةُ بِأَنَّها
لا تُتقِنُ دورَ غيرِها فِي عينيكِ حتَّى.
*
تُحِبُّها مهْما حاولتَ أن تُنكِرَها،
فهِيَ تعيشُ تحتَ جِلدِكَ،
وأَنا أَعيشُ في ظِلِّكَ.
*
ياه.. يا أُمِّي كمْ أَنا بِحاجةٍ إِلى صدرِكِ؛
فلقَد هدَرَتِ الأَيَّامُ دَمي،
وخدَعَتني الغُيومُ،
وأَمطرتْ أَكاذيبَ سوداءَ بدلاً منَ الزُّهور.
*
خدَعَتنِي الأَرضُ،
ونِمتُ على صدرِ الوحدةِ،
وبقِيَتِ الغُربةُ
أَقربَ صَديقاتي.
*
الحُلُمُ؛
عِبارَةٌ عن فُقاعةٍ
تحتَمي بِرِقَّتِها
حِينما تحِنُّ إِلى الطُّفولة.
*
مِتَّ فِي داخِلِي
كما ماتَ الآخَرُونَ..
الفرقُ الوحيدُ
أَنَّكَ ترفُضُ أَن تنتَشِلَ جُثَّتَكَ من ساحةِ رُوحي.
*
اذهبْ إلَيها.. لعَلَّها تفهمُكَ أَكثرَ.
اذهبْ إِلَيها.. ستكونُ بانتِظارِكَ،
وستُفارِقُ أَحلامي هِيَ،
وستتَوَقَّفُ عنِ البحثِ عنكَ فِي داخِلي.
*
ستُقابِلُها،
وتحتضِنُها،
مِثلما كُنت مِن قبلُ،
وستَنصهِرُ الأَديانُ بينكُما.
فائزة سلطان

اترك رد