منبر العراق الحر :
استراتيجية التغيير تبدو احياناً وكأنها مجرد حلم او وهم يتجاهل مطلقوها ومروجوها الحقائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة على الأرض.
من السهل طرح الأوهام والتصورات التقليدية، ولكن من الصعب طرح البدائل المقترحة..!!!
و نادرًا ما تحسب الأثمان الفعلية لهذا التغيير أو تقدم رؤية واقعية لما سيأتي بعده.
أي تغيير جذري للنظام السياسي العراقي لا يمكن أن يتم دون تكلفة باهظة، ليس فقط على مستوى الاستقرار السياسي، بل أيضًا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
فالدعوة إلى هدم النظام الحالي دون وجود بدائل واضحة ومقبولة من جميع مكونات المجتمع ، هو مغامرة غير محسوبة قد تؤدي إلى فراغ سياسي وفوضى غير مسبوقة.
ومن يطالبون بالتغيير الجذري يتجاهلون أن العراق ليس ساحة للتجارب الأيديولوجية، بل دولة بمكونات معقدة ومتشابكة، وأي حركة غير مدروسة قد تدفعه إلى سيناريوهات أكثر خطورة مما هو عليه الآن. لذا بدلًا من الحديث عن استراتيجيات خيالية للتغيير، ينبغي التركيز على إصلاح تدريجي وعقلاني للنظام السياسي وبنيته المؤسساتية، مع الأخذ في الحسبان الواقع السياسي والتوازنات الداخلية والخارجية.
ناجي ألغزي
