منبر العراق الحر :
كبُرتُ يا أُمّي….
وصرتُ لا أُسمّي الأشياء بمسمّياتها
أنسى الأيّام
التواريخ
الطّرق المعبّدة
لا أحفظ أسماء أبنائي
أخفي ما يعكّر مزاجي في أماكن سرّية
الصّور
الإبر
الأدوية
أخفي وجهي بين يديّ
أدسّ روائحك تحت ثيابي
وأكثر ما يزعجني أنّني لا أميّز بين اسمَينا
يسألني قاضي التحقيق:
أين دفنت أمّك؟
فأدّعي بأنّني متُّ ساعة الولادة
وأنّك كنت عاقرا
نسيتُ أيضا أين دفنتُك
لم تتحمّلك المزهرية
انزلقت روائحك المريبة لتغيظ الحدائق
حفرتُ الأخاديد بين ضلوعي
لأُخفي عينيك الجميلتين كشمس لا تعرف الكذب
خنقتُ صمتك بأشعاري
فردّد البئرُ حكاياتك البريئة
ليلتها ولدتُ تؤما
كنتُ تنزفين ألَمًا
فأهديتك أحدهما
لتحتفيَ مثلي بأمومة قاتلة
لتُغرقي في قاع المزهرية
كلّ بتلة ذابلة…