منبر العراق الحر :
ما كتبته قبل اكثر من أسبوع عن مواجهة محتملة بين إسرائيل وتركيا، والبعض لم يتفق مع ما طرحته من رؤية وتحليل ، ولكن يبدو اليوم اصبحت الرؤية أكثر واقعية، خاصة بعد تصاعد التوترات الإقليمية،، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من القطيعة مع تل أبيب، قد يكون أحد الأسباب الرئيسية وراء استهداف أردوغان، سواء عبر الضغوط الاقتصادية أو تحريك الداخل التركي ضده.
تصريحات وزير خارجية إسرائيل التي شبّه فيها مصير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمصير صدام حسين ليست مجرد زلة لسان أو تصريح عابر، بل هي رسالة سياسية واضحة تكشف طبيعة التوتر المتصاعد بين إسرائيل وتركيا.
هذه التصريحات، في ظل ما يجري اليوم في تركيا من اضطرابات داخلية وأزمات اقتصادية وأمنية، تشير إلى أن هناك مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وربما الإطاحة بحكم أردوغان، تمامًا كما حدث مع صدام حسين عندما واجه عزلة دولية انتهت بالغزو الأمريكي للعراق.
التاريخ يعيد نفسه، ومن يقرأ المشهد بعمق يدرك أن ما يحدث ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من صراع أوسع على النفوذ الإقليمي، حيث لم تعد إسرائيل تتقبل وجود تركيا كقوة إقليمية تنافسها، خصوصًا مع تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة وانحسار الدور العربي في القضية الفلسطينية.
الأيام القادمة قد تحمل المزيد من المفاجآت، لكنها بالتأكيد تؤكد أن المواجهة التي توقعتها بين إسرائيل وتركيا لم تعد مجرد احتمال، بل باتت ملامحها واضحة على أرض الواقع.
ناجي الغزي/كاتب سياسي
